اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٠ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تطور لافت بشأن المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس حول ملف الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، وجود تقدم ملحوظ، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة عدم الإفراط في التفاؤل في هذه المرحلة الحساسة.
تصريحات نتنياهو: 'تقدم جدي ولكن لا آمال مبكرة'
قال نتنياهو إن هناك تقدمًا جديًا بخصوص الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعمل بكل جدية، 'بما في ذلك خلال هذه الساعات'، على حد تعبيره. وأضاف: 'لكن من المبكر تعليق الآمال، نعمل بحذر آملين أن نتمكن من إحراز المزيد من التقدم'.
التصريحات جاءت وسط تزايد الضغط الدولي للوصول إلى حل إنساني وسياسي للأزمة المستمرة منذ شهور، والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين وأدت إلى تدهور الأوضاع المعيشية في قطاع غزة.
صيغة قطرية جديدة لاتفاق مشروط
وفي سياق متصل، كشف موقع 'واللا' الإسرائيلي، الثلاثاء، عن وجود 'صيغة مبتكرة' يتم العمل عليها حاليًا كجزء من جهود الوساطة التي تقودها قطر. ووفقًا لمصادر إسرائيلية وأميركية تحدثت للموقع، فإن هذه الصيغة لا تتضمن بشكل صريح إنهاء الحرب، لكنها 'تظل مقبولة بالنسبة لحماس'، ما يفتح باب الأمل لإبرام اتفاق قد يكسر الجمود الحالي.
وأكدت المصادر أن التقدم الحاصل في الأيام الأخيرة يعود أساسًا لهذه الصيغة الجديدة، والتي تسعى إلى تجاوز العقبات المرتبطة بالموقفين الإسرائيلي والأميركي بشأن إنهاء العمليات العسكرية.
حماس ترفض اقتراح ويتكوف الأميركي
أشارت التسريبات إلى أن حركة حماس لن توافق على صياغة الاقتراح الأخير للمبعوث الأميركي ستيف وتيتكوف، ما يعني أن فرص التوصل لاتفاق ترتبط بقدرة الأطراف على إنتاج مقترح بديل يتماشى مع شروط حماس ويُرضي في الوقت ذاته إسرائيل والولايات المتحدة.
ويُتوقع أن تمارس الولايات المتحدة مزيدًا من الضغط على إسرائيل لتبني الصيغة القطرية، خاصة في ظل تعثر المفاوضات السابقة بسبب المطالب المتضادة بشأن مستقبل الحرب وسلاح حماس.
الحكومة الإسرائيلية: 'حماس لا تملك قرار إنهاء الحرب'
من جانبها، شددت الحكومة الإسرائيلية على أن 'حماس غير قادرة على إنهاء الحرب'. وقال المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر، في مقابلة مع 'سكاي نيوز عربية'، إن الحرب ستنتهي 'في اللحظة التي يتم فيها الإفراج عن الرهائن وتسليم حماس لسلاحها'.
واتهم مينسر الحركة بـ'احتجاز المساعدات الإنسانية وبيعها لسكان غزة بأسعار مبالغ فيها'، وهو ما يضع حماس في موضع اتهام أمام الرأي العام الدولي، خصوصًا في ظل التدهور الإنساني المستمر داخل القطاع.
الميدان يضغط والسياسة تتعثر
تأتي هذه التحركات السياسية في وقت لا تزال فيه المعارك مستعرة على الأرض، خاصة بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت عناصر من حماس خلال اشتباكاتهم مع جماعة 'أبو شباب' المسلحة، وهي جماعة ظهرت حديثًا وتدور شكوك حول دعم إسرائيلي محتمل لها بهدف إضعاف حماس.
وكان ياسر أبو شباب، الذي ارتبط اسمه بهذه الجماعة، قد نفى في وقت سابق وجود أي تنسيق مع إسرائيل، وهو ما زاد من غموض المشهد السياسي والميداني في غزة.
الرهائن.. مفتاح الحل ومستقبل الهدنة
ملف الرهائن يظل المحور الرئيسي الذي تدور حوله كل المفاوضات، حيث تشترط إسرائيل إطلاق سراحهم كمدخل لأي وقف لإطلاق النار. وفي المقابل، تطالب حماس بوقف شامل للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، إضافة إلى ضمانات بعدم استئناف العمليات مستقبلاً.
ورغم التصريحات المتفائلة نسبيًا، فإن الموقف لا يزال هشًا، إذ لم تُعلن حتى الآن أية تفاصيل رسمية عن بنود الصيغة القطرية أو المدى الزمني المحتمل لتطبيقها.
الأنظار تتجه إلى الدوحة.. وحذر دولي من انتكاسة مفاجئة
الوساطة القطرية باتت محور التحرك الدولي حاليًا، وسط قناعة متزايدة بأن أي حل دائم سيتطلب مرونة من الأطراف كافة، وقبولًا بتنازلات مؤلمة. غير أن المتغيرات الميدانية السريعة قد تنسف أي تقدم، خصوصًا مع استمرار تبادل الاتهامات والتصعيد.
سيناريوهات مفتوحة.. ومخاوف من تصعيد أوسع
في ضوء التصريحات والتسريبات، يبدو أن المشهد مفتوح على عدة سيناريوهات: اتفاق جزئي يشمل الإفراج عن الرهائن مقابل هدنة مؤقتة، أو انهيار كامل للمفاوضات في حال فشل الوساطة القطرية، أو حتى تصعيد أوسع يشمل جبهات جديدة إذا ما اعتُبر تدخل جماعات مسلحة جديدة مثل 'أبو شباب' مقدمة لتفتيت النفوذ داخل غزة.
ويبقى العامل الإنساني الضاغط هو المحرك الأساسي لكل المبادرات، مع توقعات بمزيد من التحركات الدبلوماسية المكثفة خلال الأيام المقبلة.