اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
تشهد مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور أزمة إنسانية متفاقمة، مع استمرار الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة منذ أسابيع، ما أدى إلى انفجار أسعار السلع الأساسية ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة، في ظل عجز كامل عن إدخال الإمدادات أو خروج المدنيين.
أسعار تخرج عن السيطرة.. جوال الذرة يتجاوز 7 ملايين
قالت مصادر محلية وشهود عيان إن سعر جوال الذرة ارتفع إلى 7 ملايين و500 ألف جنيه سوداني، في قفزة جنونية لم تشهدها الأسواق من قبل، لتتحول الذرة – التي تُعد الغذاء الأساسي لغالبية السكان – إلى سلعة نادرة تفوق قدرة كثير من العائلات.
كما سجلت بقية السلع الأساسية ارتفاعات مشابهة، حيث وصل كيلو السكر إلى أكثر من 40 ألف جنيه، وبلغ رطل الزيت النباتي نحو 30 ألف جنيه، وسط شح حاد في المعروض.
الحصار يقطع الشريان الإنساني
وتفرض قوات الدعم السريع طوقًا عسكريًا خانقًا على مداخل ومخارج مدينة الفاشر، مما أدى إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية والوقود، وأصبحت الأسواق تعتمد على ما تبقى من مخزون سابق لدى التجار، في وقت تتوقف فيه حركة النقل والتوريد بشكل كامل.
وأكد ناشطون أن المدينة تواجه أوضاعًا مأساوية أقرب إلى المجاعة التدريجية، مع تسجيل حالات وفاة نتيجة سوء التغذية ونقص الرعاية الطبية، في ظل غياب المنظمات الإغاثية الدولية التي فشلت في الوصول إلى المدينة المحاصرة.
انهيار القوة الشرائية للسكان
أدى الارتفاع المهول في الأسعار إلى شلل تام في الأسواق، حيث لم تعد غالبية الأسر قادرة على شراء الحد الأدنى من حاجياتها اليومية، بينما توقفت معظم الأنشطة التجارية نتيجة غياب السيولة وتهديدات أمنية مستمرة.
وأشار سكان محليون إلى أن الذهب بات وسيلة التبادل الوحيدة في بعض الحالات، بعد انهيار الجنيه وغياب الكاش، ما يعكس مستوى التفكك الاقتصادي الذي تعيشه المدينة.
غياب الدولة.. وسيادة قانون الحصار
يرى مراقبون أن المشهد في الفاشر يمثل نموذجًا خطيرًا لحالة تفكك الدولة في مناطق النزاع، حيث تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها بالنار والحصار، في غياب أي تدخل من الحكومة المركزية أو المجتمع الدولي.
كما حذروا من أن استمرار هذه الأوضاع سيقود إلى كارثة إنسانية أوسع نطاقًا، ما لم يتم فتح ممرات آمنة لإيصال الغذاء والدواء، وضمان حرية التنقل للمدنيين.