ماذا يحدث في مطار بورتسودان؟

متابعات- نبض السودان

شهد مطار بورتسودان الدولي، المنفذ الجوي الوحيد للسودان منذ اندلاع الحرب، حالة من الزحام الهائل في صالة المغادرة، بعد تزامن أربع رحلات خارجية في توقيتات متقاربة، متجهة إلى السعودية والإمارات وقطر، في ظل ضعف الترتيبات داخل الصالات التي لم تعد تتسع للأعداد المتزايدة من المسافرين.

أربع وجهات دولية في ساعات قليلة

وتدفّق المواطنون على صالة المغادرة التي وُصفت بأنها ضيقة وغير مهيأة لاستيعاب الأعداد الكبيرة، في وقت غابت فيه أساسيات الراحة مثل التكييف، ما زاد من معاناة المسافرين، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في صيف بورتسودان.

وقال الصحفي المسلمي الكباشي، مدير مكتب قناة الجزيرة في السودان، في منشور على صفحته، إن الصالة مكتظة بالركاب المنتظرين لرحلاتهم المتجهة إلى الدوحة وأبو ظبي وجدة والرياض، واصفًا الوضع بأنه 'اختناق وعرق وزحام بلا أي تنظيم يراعي آدمية الناس'.

مطار وحيد بحجم أزمة وطن

وأشار الكباشي إلى أن مطار بورتسودان أصبح المنفذ الوحيد للسودانيين منذ أكثر من عامين، بعد اندلاع الحرب التي أوقفت الحركة في معظم مطارات البلاد، ومع ذلك لم يتم تطوير صالة المغادرة أو توسعتها، رغم تحول المطار إلى واجهة البلاد الجوية.

ووصف الشعار السائد في المطار بأنه 'العجز المقيم'، في إشارة إلى غياب الحلول الحقيقية لتحسين تجربة المسافرين، رغم كونه المخرج الوحيد للسفر خارج السودان.

جدل واسع على منصات التواصل

أثار منشور الكباشي تفاعلًا واسعًا بين المتابعين، إذ انقسمت الآراء بين من اعتبر الكتابة في مثل هذه القضايا ضرورية لتسليط الضوء على معاناة المواطنين، وبين من رآها نوعًا من الترف غير المناسب في ظل أوضاع البلاد المأساوية من حرب وتشريد وجوع ونزوح.

وقال أحد المعلقين بغضب: 'أنت في شنو والناس في شنو؟ يا أخي إن شاء الله ما تسافروا ولا تلقوا طيارات تقلكم'، منتقدًا الانشغال بالمطارات بينما يعاني غالبية الشعب من الجوع والمعاناة اليومية.

تحديثات حكومية لم تمس المسافرين

ورغم الجهود الحكومية التي بدأت منذ إعلان بورتسودان عاصمة مؤقتة للبلاد في 2023، وشملت بعض التحديثات في المطار بإشراف عضو مجلس السيادة الفريق مهندس إبراهيم جابر، إلا أن تلك الجهود ركزت بشكل أساسي على قاعات كبار الزوار والمباني الخاصة بـ الجمارك والمسح والإجراءات.

في المقابل، لم تُجرَ أية تحديثات ملموسة على صالات المغادرة العامة، التي بقيت كما هي، صغيرة ومحدودة، وقد صُممت بالأساس لعدد قليل من المسافرين، حين لم يكن المطار يُستخدم للرحلات الدولية بشكل دائم قبل الحرب.

دعوات لتوسعة المطار واستيعاب الأزمة

مع تصاعد الشكاوى، طالب العديد من المواطنين والخبراء بإعادة النظر في البنية التحتية للمطار، خاصة صالات المغادرة، لتكون بمستوى الحدث كمركز دولي لحركة المسافرين، حتى وإن كانت البلاد في حالة حرب، باعتبار أن ذلك يُعد من الضروريات الخدمية العاجلة.

كما دعوا إلى تخصيص ميزانيات طوارئ أو دعم خارجي لتطوير المرافق الحيوية في المطار، خصوصًا في ظل تزايد الرحلات الخارجية بحثًا عن العمل أو الأمان أو العلاج، في وقت لا يُنتظر فيه حل قريب للأزمة الأمنية والسياسية.