اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
وصف تقرير علمي نشرته مجلة «الزراعة وكيمياء الأغذية» الأمريكية فاكهة العنب بأنها واحدة من 'الأطعمة الخارقة'، لما تحويه من مركبات نباتية طبيعية متعددة الفوائد، يمكنها أن تدعم صحة الإنسان على أكثر من مستوى، بدءًا من تعزيز وظائف القلب وصولًا إلى حماية العين والدماغ.
وأكدت المجلة أن مصطلح «الأطعمة الخارقة» يُستخدم على نطاق واسع في الأوساط الغذائية والصحية، رغم أنه لا يتمتع بتعريف علمي رسمي أو معايير موحدة. ومع ذلك، غالبًا ما تنتمي هذه الأطعمة إلى النظام الغذائي المتوسطي المعروف بفوائده الصحية العديدة، ويعد العنب أحد أبرز مكوناته رغم غياب تسليط الضوء عليه مقارنةً بفاكهة شهيرة مثل التوت الأزرق.
كنز صحي طبيعي يحتوي أكثر من 1600 مركب نباتي
بحسب ما أورده موقع «سي تيك دايلي»، فقد تم تسليط الضوء في المجلة العلمية على التركيبة الغنية للعنب، باعتباره مصدرًا طبيعيًا لأكثر من 1600 مركب نباتي، من بينها مجموعة من مضادات الأكسدة القوية. وأكد التقرير أن العنب يتمتع بتعقيد بيولوجي يجعله فاكهة فعالة في تحسين الصحة، إذ تشمل فوائده العديد من أجهزة الجسم.
وأشارت المجلة إلى أن أكثر من 60 دراسة علمية أُجريت حول تأثير العنب على الصحة، أظهرت أن استهلاكه يرتبط بتحسن في صحة القلب والأوعية الدموية، ويسهم في تعزيز استرخاء الأوعية وتحسين الدورة الدموية، مع دور بارز في تنظيم مستويات الكوليسترول.
تعزيز الدماغ والأمعاء والبشرة والعين
لم تتوقف فوائد العنب عند الجهاز القلبي الوعائي، بل امتدت إلى الدماغ، إذ كشفت تجارب سريرية أن العنب يدعم صحة الدماغ من خلال الحفاظ على عملية الأيض العصبي، وله تأثيرات إيجابية على الإدراك والذاكرة.
أما على مستوى صحة الجلد، فأوضح التقرير أن مركبات العنب تعزز مقاومة خلايا البشرة للأشعة فوق البنفسجية، وتساعد في تقليل تلف الحمض النووي الناتج عن التعرض للشمس.
وفيما يخص الأمعاء، أظهرت الدراسات أن العنب يساهم في تعديل ميكروبيوم الأمعاء، أي البكتيريا النافعة، ويساعد في تعزيز تنوعها، وهو ما ينعكس إيجابًا على صحة الجهاز الهضمي والمناعة.
أما بالنسبة للعين، فقد أوضحت المجلة أن العنب له تأثير مباشر على شبكية العين من خلال رفع الكثافة البصرية للصبغة البقعية، ما يسهم في الوقاية من بعض أمراض العيون المرتبطة بالتقدم في السن.
العنب وعلم الجينوم الغذائي
من أبرز النقاط التي أشار إليها التقرير علاقة العنب بعلم الجينوم الغذائي، وهو الفرع الذي يدرس تأثير الأطعمة على التعبير الجيني في الجسم. وأظهرت الأبحاث أن استهلاك العنب يمكن أن يُحدث تعديلات إيجابية على التعبير الجيني في أجهزة مختلفة داخل الجسم، وهو ما يُفسر على الأرجح تأثيره الصحي الشامل.
وترى المجلة أن هذا الجانب الجيني يُعزز تصنيف العنب ضمن قائمة «الأطعمة الخارقة»، التي لا تقتصر فوائدها على مكوناتها الظاهرة، بل تتعداها لتؤثر على آليات عمل الخلايا والجينات في جسم الإنسان.
دعوة للاعتراف بالعنب كفاكهة خارقة
من جانبه، علّق إيان ليماي، رئيس لجنة «عنب المائدة» في ولاية كاليفورنيا، قائلاً: 'تُظهر المجلة أن العنب غذاء خارق بالفعل، ويجب الاعتراف به على هذا النحو'، مضيفًا: 'نأمل أن يُصبح استخدام هذه التسمية مع العنب أمرًا شائعًا، فسواء تم تناوله لأغراض صحية أو لمجرد الاستمتاع به كوجبة خفيفة، فإن استهلاك العنب يُعد مكسبًا حقيقيًا للمستهلكين'.
دعم لمناعة الجسم عبر فاكهة طبيعية
ما يجعل العنب مميزًا أيضًا هو أنه يتوافر بكثرة في الأسواق، وسهل الإدراج ضمن النظام الغذائي اليومي سواء كفاكهة طازجة أو مجففة (كالزبيب) أو عصير، مما يمنح المستهلكين وسيلة طبيعية لدعم صحتهم دون الحاجة إلى مكملات أو أدوية.
كما أنه مناسب لمختلف الفئات العمرية، ويمكن دمجه بسهولة في الوجبات الخفيفة أو السلطات أو حتى الحلويات، مما يجعله خيارًا مثاليًا لكل من يسعى إلى تحسين نمط حياته الغذائي.