اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشف تقرير دولي حديث أن ارتفاع درجة الحرارة حول العالم أصبح يقتل شخصًا واحدًا كل دقيقة، في وقت يتواصل فيه الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما يؤدي إلى كوارث بيئية وصحية متسارعة تشمل تلوث الهواء، وحرائق الغابات، وانتشار أمراض قاتلة مثل حمى الضنك، وهو ما يتسبب في وفاة ملايين الأشخاص سنويًا نتيجة العجز عن مواجهة أزمة المناخ المتفاقمة.
أرقام مفزعة عن ضحايا الحرارة
وبيّن التقرير أن عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة ارتفع بنسبة 23% منذ تسعينيات القرن الماضي، ليصل إلى متوسط 546 ألف وفاة سنويًا بين عامي 2012 و2021، ما يعادل وفاة نحو 1,500 شخص يوميًا، أي بمعدل وفاة واحدة تقريبًا كل دقيقة حول العالم، وهي إحصائية مرعبة تُظهر حجم الكارثة المناخية التي يواجهها كوكب الأرض.
'مؤشر لانسيت' يطلق تحذيرًا للعالم
التقرير الذي صدر تحت عنوان 'مؤشر لانسيت لتغير المناخ والصحة لعام 2025″، أعدّته جامعة كوليدج لندن بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بمشاركة 128 خبيرًا من أكثر من 70 مؤسسة أكاديمية وهيئة أممية.
وأشار التقرير إلى أن الإنسان العادي تعرّض خلال السنوات الأربع الماضية في المتوسط إلى 19 يومًا سنويًا من الحرارة المهددة للحياة، من بينها 16 يومًا لم تكن لتحدث لولا التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري.
خسائر اقتصادية فادحة بسبب الحرارة
وأوضح التقرير أن التعرض المتزايد لدرجات الحرارة المرتفعة أدى إلى خسارة قياسية بلغت 639 مليار ساعة عمل في عام 2024، أي ما يعادل 6% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الأقل نموًا، وهو ما يعكس التأثير العميق لأزمة المناخ ليس فقط على الصحة البشرية، بل أيضًا على الاقتصاد العالمي والتنمية المستدامة.
تحذيرات من مستقبل قاتم للبشرية
ووفق ما نقلته صحيفة 'غارديان' البريطانية، فقد وصف التقرير الوضع بأنه الأسوأ في التاريخ الحديث، مشيرًا إلى أن الأضرار الصحية الناتجة عن التغير المناخي ستزداد سوءًا في العقود المقبلة، ما لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لتقليل الانبعاثات الحرارية ووقف تمويل الوقود الأحفوري.
تراجع استخدام الفحم أنقذ أرواحًا
وقال التقرير إن انخفاض استخدام الفحم خلال العقد الماضي ساهم في إنقاذ نحو 400 شخص يوميًا، في وقت تتزايد فيه معدلات إنتاج الطاقة المتجددة بوتيرة متسارعة في العديد من الدول، غير أنه شدد على أن مستقبلًا صحيًا للبشرية لن يكون ممكنًا إذا استمرت الاستثمارات في الوقود الأحفوري بالمعدلات الحالية.
الوقود الأحفوري.. القاتل الصامت
وأكد التقرير أن الاحتراق المستمر للوقود الأحفوري لا يسخّن الكوكب فحسب، بل يسبب تلوثًا هوائيًا يودي بحياة ملايين الأشخاص سنويًا، موضحًا أن الجسيمات الدقيقة المنبعثة من عمليات الاحتراق تدخل إلى الرئتين ومجرى الدم مسببة أمراض القلب والرئة والسرطان، فضلًا عن تأثيرها على الأطفال وكبار السن.
حرائق الغابات تسجل رقمًا قياسيًا في الوفيات
وأوضح التقرير أن حرائق الغابات الناجمة عن الجفاف والحرارة الشديدة تسببت في تسجيل 154 ألف وفاة خلال عام 2024، وهو رقم قياسي لم يشهد العالم مثله من قبل، مع توقعات بزيادة الكوارث البيئية في السنوات القادمة إذا استمرت درجات الحرارة بالارتفاع بالمعدلات الحالية.
أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق
وأشار التقرير إلى أن الجفاف وموجات الحر أدت إلى تلف مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية ونفوق أعداد ضخمة من الماشية، مما جعل نحو 123 مليون شخص إضافي يعانون من انعدام الأمن الغذائي في عام 2023 مقارنة بمتوسط العقود السابقة، محذرًا من مجاعة عالمية محتملة في حال استمرار تجاهل الأزمة المناخية.
دعوة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
وختم التقرير بتأكيده على ضرورة التزام الدول بتعهداتها المناخية، والانتقال السريع إلى مصادر الطاقة النظيفة، وتعزيز نظم الإنذار المبكر، ودعم المجتمعات الأكثر هشاشة، مشيرًا إلى أن التأخير في التحرك يعني مزيدًا من الأرواح المهدورة كل دقيقة على هذا الكوكب.'







 
  
  
  
  
  
  
  
  
 
























 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 