اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
يخوض العلماء في جامعة ولاية ميشيغان الأمريكية حاليًا تحقيقًا غريبًا ومعقّدًا لفك لغز 'مخلوق محنط غامض' اكتُشف خلال أعمال ترميم داخل مبنى تاريخي، مثيرًا حالة من الذهول والجدل بسبب ملامحه التي تجمع بين صفات القطط والإنسان، وهو ما جعله محط اهتمام الأوساط العلمية والإعلامية حول العالم.
اكتشاف مثير داخل مبنى أثري بجامعة ميشيغان
تم العثور على الكائن الغريب داخل قاعة 'كوك-سيفرز' التاريخية في حرم الجامعة بمدينة إيست لانسينغ، أثناء ترميم المبنى عام 2018، ليظل الحديث حوله مستمرًا حتى اليوم بسبب الغموض المحيط بهوية الكائن، الذي يشبه قطة صغيرة في الحجم، لكن المفاجأة كانت في تفاصيل أطرافه الأمامية التي بدت أقرب ما تكون إلى يد إنسان.
اسم مستوحى من الأسطورة والواقع
أطلق عليه العلماء مؤقتًا اسم 'كاباكابرا'، في تلاعب لغوي يجمع بين اسم برنامج علم الآثار بالجامعة (CAP) والوحش الأسطوري المعروف باسم 'تشوباكابرا'، والذي ارتبط لسنوات بحكايات شعبية عن مخلوقات غريبة تهاجم الماشية وتختفي.
ملامح بشرية وسط شكل حيواني
الطالبة جيرييل كارتاليس، الباحثة في علم الأنثروبولوجيا الجنائية، والتي سبق أن نالت درجة الماجستير من جامعة دندي في اسكتلندا، قالت إن الكائن يتمتع بذيل طويل وجسم يشبه القطط، لكن يداه تثيران القلق والدهشة.
وأضافت:
'اليدان شبه بشريتين تمامًا، بخمسة أصابع وأظافر مكتملة، وهو ما جعلنا نتوقف طويلاً عند هذا الكائن. كما أن طبقة الجلد التي تغطيه رقيقة جدًا، كأنها ورق بردي مهترئ، مع وضوح أنفه وأذنيه رغم جفاف الجسد الشديد'.
الاحتمالات: راكون؟ كلب؟ أم شيء آخر؟
منذ اكتشافه، تعددت الفرضيات العلمية حول هوية الكائن. في البداية، رُجّح أن يكون أبوسوم، لكن الفحوص العظمية والأشعة السينية استبعدت هذا الاحتمال. كذلك رُجّحت فرضية أن يكون كلبًا أو قطًا، لكن شكل الجمجمة وهيكل الأنف دفع الباحثين نحو فرضية جديدة، وهي أنه راكون.
وأوضحت كارتاليس:
'تشريح الجمجمة يطابق تقريبا تركيبة الراكون، لكننا لا نستطيع تأكيد الأمر دون تحليل الأسنان، وهو ما أعمل عليه حاليًا'.
كيف تحنّط هذا الكائن دون تدخل بشري؟
من أهم التساؤلات التي أثارها هذا الاكتشاف هو كيفية تحنيط المخلوق. وهنا ترجّح كارتاليس أن يكون الكائن قد دخل المبنى عبر فتحة تهوية وعلق داخلها حتى توفي، ومن ثم تحلّل جسده بشكل طبيعي بفعل الظروف المحيطة.
وقالت:
'التحنيط الطبيعي يحدث عندما تتوفّر بيئة جافة، مثل الهواء الساخن القادم من فتحات التهوية، ما يحفظ الجسد بشكل تلقائي. هذا يحدث خاصة في الشتاء، حيث تكون حرارة التدفئة داخل المباني مرتفعة نسبيًا'.
75% راكون.. والبقية للغموض
رغم كل التحاليل التي أُجريت حتى الآن، لا يزال العلماء غير قادرين على الحسم النهائي. لكن كارتاليس صرّحت بقولها:
'بوصفي عالمة، لا يمكنني الجزم بنسبة 100 بالمئة، لكنني واثقة بنسبة 75 بالمئة أنه راكون. وسأستكمل تحليل الأسنان والأنسجة المتبقية لتأكيد ذلك بشكل قاطع'.