اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
حذّرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة في السودان، خاصة في مدينة الفاشر، التي تعاني من نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة، إضافة إلى تفشي الأمراض والأوبئة، في ظل استمرار النزاع الدامي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
حصار خانق ومعاناة إنسانية ساحقة
منذ أكثر من عام، تحاول قوات الدعم السريع اقتحام مدينة الفاشر، آخر عواصم إقليم دارفور الخاضعة لسيطرة الحكومة السودانية. في المقابل، يواصل الجيش السوداني، مدعومًا بحركات مسلحة، الدفاع عن المدينة المحاصرة وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وأكد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن المدنيين المتبقين داخل المدينة 'يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه، وتوقفًا متكررًا في عمل الأسواق'، ما يجعل الأوضاع المعيشية 'كارثية' حسب وصفه.
40% من أطفال الفاشر يعانون من سوء التغذية
أفاد دوجاريك بأن 40% من الأطفال دون سن الخامسة في المدينة يعانون من سوء التغذية الحاد، من بينهم 11% في حالة حرجة مصنّفة ضمن سوء التغذية الحاد الوخيم. كما أعلنت الأمم المتحدة المجاعة رسميًا في بعض مناطق البلاد، ما يعكس تدهورًا كارثيًا في الوضع الغذائي الوطني.
نزوح جماعي من الفاشر ومخيم زمزم
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، نزح أكثر من 780 ألف شخص من مدينة الفاشر ومخيم زمزم القريب. وحدهما شهرا أبريل ومايو من عام 2025 شهدا نزوح نحو نصف مليون شخص بسبب تفاقم العنف. وقد لجأ نحو 75% من سكان مخيم زمزم إلى مناطق متفرقة في منطقة طويلة، حيث تحاول الأمم المتحدة وشركاؤها تقديم الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية.
خطر الأوبئة والكوليرا يهدد الأرواح
وأوضح دوجاريك أن انهيار خدمات المياه والصرف الصحي، إلى جانب انخفاض معدلات التطعيم، تسبب في انتشار الأمراض المعدية، وعلى رأسها الكوليرا. وتُظهر التقارير أن ولاية جنوب دارفور سجّلت الأسبوع الماضي وحده أكثر من 300 حالة اشتباه بالكوليرا و24 حالة وفاة مؤكدة.
وصرّح بأن 'الصراع المتصاعد وانهيار البنية التحتية يعوقان جهود السيطرة على الوباء، مما يُنذر بتفاقم الوضع'.
بيئة قاسية تعزز الانهيار
تتعرض البلاد لموجات متكررة من الجفاف والفيضانات، ما أدى إلى انهيار سبل العيش وتفاقم هشاشة المجتمعات السودانية، لتصبح عمليات الإغاثة أكثر صعوبة وتعقيدًا، وسط تدهور مستمر في الخدمات الأساسية.
فجوة تمويل ضخمة.. والاستجابة الدولية دون المستوى
ورغم الارتفاع المتسارع في الاحتياجات الإنسانية، كشفت الأمم المتحدة أن خطة الاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2025، والمقدرة بـ 4.2 مليار دولار، لم تُموّل سوى بنسبة 21% فقط، أي ما يعادل 896 مليون دولار، ما يهدد بانهيار قدرة المنظمات على مواصلة العمل الإغاثي في البلاد.