اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
الفاشر- نبض السودان
كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 'أوتشا'، عن تفاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث أكدت التقارير أن 38% من الأطفال في مواقع النزوح داخل المدينة يعانون من سوء التغذية الحاد، بينما يعاني 11% منهم من سوء التغذية الحاد الوخيم، مما يشير إلى تدهور كبير في الأوضاع الصحية والإنسانية داخل المدينة المحاصرة.
علف الحيوانات بدل الغذاء.. مأساة إنسانية تتكشف
في ظل استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ أبريل 2024، اضطرت آلاف الأسر النازحة إلى الاعتماد على علف الحيوانات المعروف بـ'الأمباز' كمصدر أساسي للغذاء، مع غياب شبه تام للسلع الغذائية والمساعدات الإنسانية، مما أدى إلى حالة إنسانية مأساوية تهدد حياة السكان، وخاصة الأطفال دون سن الخامسة.
تقييم مشترك يكشف الكارثة
وأوضح مكتب أوتشا، في تحديث تلقته “سودان تربيون” يوم الثلاثاء، أن تقييماً مشتركاً أجراه شركاء العمل الإنساني بالتعاون مع السلطات المحلية، أظهر مؤشرات خطيرة على سوء التغذية، حيث بلغت نسب الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد أرقاماً غير مسبوقة، بينما فشلت المنظومة الصحية المحلية في احتواء تداعيات الأزمة، بسبب نقص الموارد وتوقف الخدمات الأساسية.
خطر تفشي الأوبئة.. انهيار في خدمات المياه والتطعيم
وأشار تقرير أوتشا إلى أن انهيار خدمات المياه والصرف الصحي وانخفاض معدلات تغطية حملات التطعيم، تسبب في زيادة خطر تفشي الأمراض المعدية والأوبئة، خاصة في ظل التكدس السكاني داخل مراكز الإيواء، وغياب الدعم الصحي الدولي والمحلي.
نزوح جماعي.. وأرقام مرعبة
وبحسب التقرير الأممي، فإن نحو 782 ألف شخص فروا من مدينة الفاشر ومخيم زمزم المجاور لها، بعد تعرضهم لقصف عشوائي ومعارك عنيفة منذ أبريل الماضي، حيث اجتاحت قوات الدعم السريع مخيم زمزم، مما أجبر حوالي 99% من سكانه على الفرار، في واحدة من أكبر موجات النزوح الداخلي في تاريخ دارفور.
الحصار الكامل.. خنادق تعزل الفاشر عن العالم
تفرض قوات الدعم السريع حصاراً محكماً على مدينة الفاشر، حيث نشرت المئات من المقاتلين على الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة، ومنعت دخول أي مساعدات غذائية أو طبية، فيما شُيِّدت خنادق عميقة حول المدينة، بهدف منع أي تحركات أو محاولات لفك الحصار، ما تسبب في عزل المدينة تماماً عن العالم الخارجي.
الأسواق متوقفة والبنية التحتية مدمرة
يعاني السكان المحاصرون من غياب الأسواق، بعد تعطلها بشكل كامل نتيجة الحرب، فيما تعرضت البنية التحتية للمياه إلى تدمير واسع النطاق، وتوقف العمل فيما تبقى منها نتيجة لانعدام الوقود، وعدم توفر الصيانة اللازمة، ما جعل الحصول على مياه الشرب النظيفة مهمة شبه مستحيلة.
اتصالات دولية لكسر الحصار
في محاولة لإنهاء الكارثة، أجرى وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، خلال الأسبوع الماضي، اتصالات هاتفية مع قادة أطراف النزاع في السودان، ساعيًا إلى التوصل لهدنة إنسانية تسمح بدخول المساعدات إلى مدينة الفاشر المنكوبة.
البرهان يوافق والدعم السريع ترفض
وفقاً للتقارير، فقد أبدى رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان موافقته على مقترح هدنة إنسانية لمدة أسبوع في الفاشر، استجابة لطلب الأمين العام للأمم المتحدة، بهدف إيصال المساعدات الإنسانية، في حين رفضت قوات الدعم السريع المقترح، مما عمّق الأزمة ورفع من حجم الكارثة.
الفاشر.. وجه جديد للمأساة السودانية
تمثل الفاشر اليوم رمزاً جديداً لمعاناة الشعب السوداني في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، إذ يجسد الوضع الإنساني المتدهور في المدينة حالة الانهيار الكامل للخدمات، وفشل المجتمع الدولي في تأمين ممرات إنسانية آمنة، وغياب الحلول العاجلة لوقف الانهيار.