اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
تصاعدت ردود الأفعال داخل الأوساط القبلية والسياسية عقب الحادث المأساوي الذي أودى بحياة الأمير سليمان جابر ناظر قبيلة المجانين و16 من مرافقيه، إثر هجوم بمسيرة استهدفت اجتماعًا أهليًا بمنطقة المزروب في ولاية شمال كردفان.
وكشفت مصادر تفاصيل جديدة تشير إلى أن الهجوم لم يكن عرضيًا، بل تم بعد ترتيب مسبق للقاء دُعي إليه الناظر من قبل عناصر تابعة لقوات الدعم السريع قبل أن يتم استهداف موكبه مباشرة.
اجتماع تم تحديده من المليشيا ولم تُحضر إليه
في أول رواية موثقة من داخل القبيلة، قال قيادي بارز في قبيلة المجانين إن المليشيا طلبت لقاء الناظر في اجتماع محدد، وتم الاتفاق على الزمان والمكان مسبقًا، إلا أن عناصرها لم تحضر إلى الاجتماع كما كان متفقًا، وبعد دقائق فقط من انتظار الوفد، أُطلقت مسيرة هجومية استهدفت الموكب مباشرة، ما أدى إلى مقتل الناظر وعدد كبير من الحضور.
وأضاف القيادي: 'كان اللقاء المفترض اجتماعًا أهليًا للتهدئة والإصلاح، لا علاقة له بأي نشاط عسكري، لكن ما حدث تجاوز كل الأعراف الإنسانية والقبلية'.
ضربة مباشرة تسببت في احتراق الموكب بالكامل
ووفق مصادر مطلعة، فإن الضربة الجوية أصابت المركبة التي تقل الناظر ومرافقيه بشكل مباشر، ما أدى إلى احتراقها الكامل، وسقوط 16 قتيلًا على الفور بينهم عدد من العمد والمشايخ والقيادات القبلية البارزة، إضافة إلى إصابات حرجة نقل أصحابها إلى المستشفى الريفي لتلقي العلاج. وشهد الموقع مشاهد مأساوية لهول الانفجار والنيران التي التهمت المركبة بالكامل، وسط صراخ وذهول الأهالي الذين هرعوا لإنقاذ من تبقى على قيد الحياة.
استهداف متعمد لرموز الإدارة الأهلية
المصادر ذاتها أكدت أن الموكب كان في مهمة اجتماعية معلنة، يتحرك عبر طريق مدني معروف لا يشهد أي نشاط عسكري أو أمني، ما يعزز فرضية الاستهداف المتعمد لشخصيات رمزية من الإدارة الأهلية في تصعيد خطير ضد القيادات المجتمعية التي تمثل ثقلًا قبليًا مؤثرًا في كردفان والسودان عمومًا. واعتبر مراقبون أن الحادث يشكل سابقة خطيرة باستهداف الزعامات القبلية التي ظلت تلعب أدوارًا محورية في دعم جهود المصالحات وتهدئة النزاعات المحلية.
مطالب بفتح تحقيق عاجل وتحذيرات من فتنة قبلية
طالب عدد من الزعماء المحليين والوجهاء في شمال وغرب كردفان بفتح تحقيق عاجل وشفاف لكشف ملابسات الحادث وتحديد الجهة المسؤولة عنه، محذرين من تداعيات كارثية قد تشعل فتنة قبلية واسعة إذا لم يتم احتواء الموقف بسرعة. وأكدوا أن استهداف رموز الإدارة الأهلية يشكل تهديدًا مباشرًا للسلم المجتمعي ويهدد بانزلاق المنطقة إلى دائرة من الثأر والعنف المتبادل.
مشاهد الحادث تثير الذهول والغضب الشعبي
أظهرت مقاطع مصورة من موقع الهجوم في المزروب حالة من الحزن والذهول بين الأهالي، حيث تجمعت أعداد كبيرة من المواطنين في موقع الحادث الذي تحوّل إلى ساحة رماد وأشلاء محترقة، فيما علت أصوات النساء بالبكاء والنحيب على الفقيد الناظر ومرافقيه.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد قاسية للحادث، مؤكدين أن ما جرى يعد استهدافًا ممنهجًا لشخصيات وطنية بارزة ظلت تعمل من أجل وحدة المجتمع واستقراره.
تزايد الهجمات ضد الزعامات القبلية
ويأتي استهداف ناظر قبيلة المجانين بعد أيام فقط من هجوم مشابه بطائرة مسيّرة على المقر التاريخي لناظر عموم قبائل حمر عبد القادر منعم منصور في ولاية غرب كردفان، والذي أسفر عن مقتل سيدة وإصابة آخرين، بينما نجا الناظر من الموت بأعجوبة. هذه الحوادث المتكررة تشير إلى اتجاه تصعيدي خطير يستهدف رموز الإدارة الأهلية في مناطق النزاع.
توترات متصاعدة في المشهد الكردفاني
تعيش ولايتا شمال وغرب كردفان منذ أسابيع حالة من الاحتقان الأمني نتيجة امتداد الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى مناطق جديدة. ويخشى مراقبون من أن اتساع رقعة الحرب إلى المجتمعات القبلية سيقود إلى انهيار النسيج الأهلي وتفكك منظومة الأعراف التي طالما حفظت توازن العلاقات المحلية في السودان.
مجلس السيادة ينعى ناظر قبيلة المجانين
في أول تعليق رسمي، أصدر مجلس السيادة الانتقالي بيانًا نعى فيه الأمير سليمان جابر جمعة سهل ناظر قبيلة المجانين، الذي وصفه بأنه من أبرز قيادات الإدارة الأهلية ورجل وطني مخلص أسهم في تعزيز السلام المجتمعي ودعم القضايا الوطنية. وأضاف البيان أن الراحل كان من حكماء كردفان وأهل الجودية والرأي السديد، مؤكدًا أن الهجوم استهدف اجتماع صلح كان يهدف إلى إنهاء خلافات محلية، ما يعكس نية واضحة في تقويض جهود المصالحة.