لعبة النهاية في غزة.. خطة أميركية تقلب الموازين

متابعات – نبض السودان

كشفت مصادر دبلوماسية عن توجه أميركي جديد بالتنسيق مع إسرائيل، يقوم على تجاوز خطة وقف إطلاق النار المحدودة في قطاع غزة، والانتقال إلى حل شامل وأكثر صرامة، يتضمن نزع السلاح الكامل لحركة حماس وإطلاق جميع الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة، دون اللجوء إلى مراحل تفاوضية متقطعة.

اتفاق أميركي إسرائيلي على خطة متكاملة

وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، في تصريحات أدلى بها بعد اجتماعات رفيعة في تل أبيب، أن الولايات المتحدة وإسرائيل توصّلتا إلى تفاهمات مبدئية بشأن خارطة طريق جديدة في القطاع، وفق ما نقلته وكالة 'رويترز'.

وبحسب المسؤول، فإن الاجتماع الذي جرى بين المبعوث الأميركي الخاص ستيفن ويتكوف ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ركّز على ثلاثة محاور رئيسية: تعزيز إيصال المساعدات الإنسانية، الإبقاء على وتيرة العمليات العسكرية، ونزع سلاح حماس بالكامل.

وأضاف المسؤول أن الخطة تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، في إطار اتفاق شامل لا يتجزأ، رغم أن التفاصيل الدقيقة لم تُكشف بعد.

المساعدات الإنسانية محور الاجتماعات

في السياق ذاته، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن المبعوث الأميركي سيتوجه إلى غزة الجمعة، لبحث آليات إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية في القطاع المحاصر.

وكان ويتكوف قد وصل إلى إسرائيل يوم 31 يوليو/تموز، حيث أجرى مشاورات موسعة مع مسؤولين عسكريين وأمنيين، قبل أن يلتقي بنتنياهو لبحث التصعيد المستمر في غزة.

وصرّحت ليفيت بأن الأولوية الآن تتمثل في الوصول الفوري إلى السكان المتضررين بالمساعدات، مع الحفاظ على التنسيق الكامل مع إسرائيل بشأن الاحتياجات الأمنية والعمليات العسكرية.

حماس: لا تفاوض تحت الحصار

في المقابل، صرّح القيادي البارز في حركة حماس خليل الحية، يوم 27 يوليو/تموز، بأن مواصلة المفاوضات مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار لا معنى لها في ظل استمرار الحصار الخانق على القطاع.

واعتبر الحية أن أي حديث عن تسوية يجب أن يبدأ برفع الحصار وتقديم ضمانات دولية واضحة بشأن إعمار غزة ووقف العمليات العسكرية، مضيفًا أن إسرائيل تسعى إلى فرض شروط استسلام سياسي على الشعب الفلسطيني.

نتنياهو يسحب الوفد التفاوضي

في خطوة تصعيدية، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم 24 يوليو/تموز، بسحب الوفد التفاوضي الإسرائيلي من العاصمة القطرية الدوحة، حيث كانت تُعقد مفاوضات وقف إطلاق النار منذ 6 يوليو/تموز الجاري.

وبررت إسرائيل هذه الخطوة برد حركة حماس على المقترح الإسرائيلي، والذي وصفته تل أبيب بأنه يرفض أي وقف جدي لإطلاق النار.

كما أعلن المبعوث الأميركي ويتكوف عبر حسابه على منصة 'إكس'، أن بلاده قررت هي الأخرى سحب المفاوضين الأميركيين من الدوحة، في خطوة تعكس فقدان الثقة في جدية حماس، وفق تعبيره.

الرؤية الأميركية الجديدة.. سياسة العصا والجزرة

تسعى الإدارة الأميركية عبر هذه المقاربة الجديدة إلى الدمج بين المسار الإنساني والعسكري، حيث يُنظر إلى المساعدات كمحفز للتسوية، مقابل تفكيك المنظومة العسكرية لحماس وإعادة الرهائن.

ويرى مراقبون أن الخطة تحمل طابع 'الصدمة والتسوية'، حيث تعتمد واشنطن على تكثيف الضغوط الميدانية والدبلوماسية، بالتوازي مع فتح أبواب التفاوض أمام صفقة شاملة، في وقت تواجه فيه إدارة بايدن ضغوطًا داخلية متزايدة بسبب الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في غزة.

حماس في مرمى الاستراتيجية الجديدة

بحسب التحليلات الأولية، فإن حماس ستكون في قلب هذه الاستراتيجية الأميركية، إذ يتم التعامل معها كجسم يجب تفكيكه عسكريًا قبل أي انخراط سياسي، ما يعني أن الولايات المتحدة تسعى لتغيير قواعد اللعبة بالكامل.

ويُرجّح أن يكون الضغط الإسرائيلي المتواصل، المدعوم أميركيًا، محاولة لإجبار حماس على تقديم تنازلات غير مسبوقة، أو مواجهة خيار العزلة العسكرية والسياسية الكاملة.