مكيف الهواء.. الراحة التي قد تخفي وراءها مرضًا قاتـ.ـلًا

متابعات- نبض السودان

مكيف الهواء… وسيلة راحة قد تتحول إلى خطر صامت يهدد الصحة

مع ارتفاع درجات الحرارة، يعد مكيف الهواء أداة لا غنى عنها لتوفير أجواء مريحة وخفض الرطوبة، لكنه قد يحمل مخاطر خفية إذا لم تتم صيانته بشكل دوري. تقرير علمي لموقع «ساينس آلرت» حذّر من أن المكيف المعطل أو المهمل قد يتحول إلى وسيلة لنقل الميكروبات المسببة للأمراض، بدءًا من نزلات البرد وصولًا إلى الالتهاب الرئوي

متلازمة المباني المريضة وأعراضها المقلقة

الأطباء أطلقوا على مجموعة من الأعراض الصحية التي تصيب الأشخاص في أماكن مغلقة مكيّفة اسم «متلازمة المباني المريضة»، وتشمل الصداع، الدوخة، انسداد أو سيلان الأنف، السعال المزمن، تهيج الجلد أو ظهور طفح، ضعف التركيز، والإرهاق. هذه الأعراض تتفاقم كلما طالت مدة البقاء في المبنى، وتختفي أو تخف عند مغادرته

دراسة هندية عام 2023 قارنت بين 200 موظف يعملون 6-8 ساعات يوميًا في مكاتب مكيّفة، و200 موظف في بيئة غير مكيّفة، وأظهرت النتائج أن الفئة الأولى عانت أكثر من أعراض المتلازمة، كما سجلت معدلات أعلى من الحساسية، وظائف رئوية أضعف، وغياب متكرر عن العمل

الأسباب: من تسرب الميكروبات إلى انبعاث المواد الكيميائية

أحد أبرز أسباب هذه المتلازمة هو تسرب المواد المسببة للحساسية أو الميكروبات من أجهزة التكييف المعطلة، أو انبعاث أبخرة كيميائية سامة من مواد التنظيف والمبردات، مثل البنزين والفورمالديهايد، التي تهيج الجهاز التنفسي وتزيد خطر الإصابة بالأمراض

الليجيونيلا… بكتيريا قاتلة تنتقل عبر المكيفات

من أخطر الميكروبات المرتبطة بأجهزة التكييف بكتيريا الليجيونيلا، المسببة لمرض «الليجيونيرز»، وهو نوع من الالتهاب الرئوي ينتقل باستنشاق رذاذ ماء ملوث، ويكثر ظهوره في الفنادق والمستشفيات والمكاتب. أعراضه تشمل السعال، ضيق التنفس، ألم الصدر، الحمى، وأعراض شبيهة بالإنفلونزا، وقد يكون مميتًا ويستلزم علاجًا عاجلًا بالمستشفى

الفطريات والفيروسات… مخاطر إضافية كامنة

الرطوبة المتراكمة والغبار داخل أجهزة التكييف توفر بيئة مثالية لنمو فطريات خطيرة مثل Aspergillus وPenicillium، التي تهدد بشكل خاص الأشخاص ضعيفي المناعة، ومرضى زراعة الأعضاء، والخدّج. الأعراض غالبًا تنفسية وتشمل السعال المستمر، الحمى، ضيق التنفس، والإرهاق

كما يمكن للمكيفات أن تكون وسيلة لنقل الفيروسات، كما حدث في واقعة تفشي نوروفيروس في روضة أطفال بالصين، حيث أصيب 20 طفلًا بالتهاب معدي معوي بعد انتقال الفيروس عبر الهواء من وحدة التكييف

الصيانة الدورية… خط الدفاع الأول

رغم أن المكيفات النظيفة والصحية قد تساعد على الحد من انتشار بعض الفيروسات، بما فيها فيروس كورونا، فإن الإهمال في صيانتها يزيد الخطر، خصوصًا مع انخفاض الرطوبة الداخلية، الأمر الذي يضعف الأغشية المخاطية في الأنف والحنجرة ويقلل قدرتها على صد الجراثيم

خطوات الوقاية

للوقاية، ينصح الخبراء بتنظيف الفلاتر وتغييرها بانتظام، فحص أنظمة التهوية والمياه، والحفاظ على مستوى رطوبة مناسب داخل المباني، مع التأكد من صيانة دورية لجميع أجزاء جهاز التكييف لضمان بيئة داخلية صحية وآمنة