اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٧ أيار ٢٠٢٥
أكد المدير العام لشركة 'Ceva Logistics'، ماتيو فريدبرغ، أن المغرب يشكل، إلى جانب مصر، أحد أبرز الأسواق الديناميكية في القارة الإفريقية، مشيراً إلى الأهمية الاستراتيجية التي يحظى بها ضمن خارطة توسع المجموعة.
ولفت فريدبرغ إلى أن الشركة وهي شركة عالمية متخصصة في مجال الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد، التي تدير شراكة لتشغيل محطة في ميناء طنجة، ترى في المغرب نقطة محورية لتعزيز حضورها في شمال إفريقيا، مذكّراً بأن للمجموعة حضوراً بحرياً قديماً في هذه المنطقة، إلى جانب الجزائر ومصر.
فريدبرغ، الذي قاد Ceva منذ 2020، سجل أن دخول المجموعة بشكل قوي إلى إفريقيا بدأ سنة 2006 مع استحواذ CMA CGM على شركة Delmas، مما مكّنها من تعزيز قدراتها البحرية في وقت شهدت فيه البنى التحتية للموانئ الإفريقية استثمارات هيكلية كبرى. وبيّن أن هذه المرحلة شكلت نقطة تحول من حيث تسهيل الوصول إلى الموانئ الإفريقية، وخفض تكاليف التصدير والاستيراد.
وأضاف أن الشركة استطاعت، بفضل هذا الزخم، أن ترسّخ وجودها في مختلف أنحاء القارة، سواء على السواحل أو في الدول غير الساحلية، مشيراً إلى أن القفزة الحقيقية تحققت بعد استحواذ CMA CGM على Ceva سنة 2، وكان ذلك نابعاً من 'إيمان مبكر' بإفريقيا كمجال واعد للنمو، في ظل التحولات الكبرى التي تعيشها القارة مثل التوسع العمراني وظهور طبقة متوسطة ناشئة.
وحول أبرز الأسواق التي تُظهر ديناميكية ملحوظة، صرّح فريدبرغ أن شمال القارة يتميز بوجود أسواق نشطة مثل المغرب ومصر، مؤكداً أن Ceva تدير عملياً محطة في ميناء طنجة بالتعاون مع شركاء محليين، كما أن لها حضوراً في ميناء الإسكندرية. هذا، إلى جانب أسواق أخرى في إفريقيا الغربية مثل السنغال ونيجيريا، وبلدان أخرى في الوسط والشرق والجنوب.
وتطرق المسؤول إلى تطور الموانئ الإفريقية، ملاحظاً أن قدرتها على استقبال سفن الحاويات العملاقة قد تعززت، كما في موانئ تيما (غانا) ولاجوس (نيجيريا)، مشدداً على أهمية تحديث الموانئ وربطها بالمناطق الداخلية (Hinterlands) لمواكبة نمو التبادلات التجارية وتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية (ZLECAF).
وفي ما يتعلق بالبنية التحتية القارية، أكّد ماتيو فريدبرغ أن التقدم الملحوظ في الموانئ الإفريقية يجب أن يتبعه تطوير مماثل في البنى التحتية البرّية وغير المادية.
وقال إن Ceva، كغيرها من الفاعلين الاقتصاديين في إفريقيا، تواجه تحديات مرتبطة بعدم انتظام جودة الطرق ومحدودية بعض المنشآت اللوجستية، مشيرا إلى أن 'المرونة والقدرة على التكيّف' التي يُظهرها الفاعلون المحليون تظل من السمات البارزة في المشهد الاقتصادي الإفريقي.
وحول الجوانب الأمنية، شدد فريدبرغ على أن سلامة العاملين تبقى أولوية قصوى للمجموعة، مؤكداً أنه في حال لم تتوفر الشروط الأمنية المناسبة، فإن Ceva لا تتردد في تعليق أنشطتها في بعض المناطق، تفادياً لأي مخاطر محتملة.
وأوضح أن الشركة اضطرت في مناسبات سابقة إلى إعادة النظر في تواجدها ببعض النقاط بسبب التوترات أو الأوضاع غير المستقرة، معتبراً أن التحديات الأمنية باتت جزءاً من المعادلة التي تتعامل معها الشركات اللوجستية في إفريقيا.
وفيما يخص آفاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (Zlecaf)، عبّر فريدبرغ عن دعم Ceva الكامل لهذا المشروع، مشيراً إلى أن المجموعة مستعدة للاضطلاع بدور فاعل في تسهيل حركة السلع بين الدول.
واعتبر أن كل ما من شأنه تخفيف العراقيل الإدارية والجمركية يُمثل مكسباً للجميع، سواء على مستوى نقل المعلومات أو المعاملات الورقية أو حتى حركة البضائع.
كما أقر بأن تعدد الأنظمة التنظيمية في القارة يزيد من كلفة الخدمات اللوجستية، وهو ما يجعل من توحيد المعايير أولوية لتقليص هذه التكاليف وتعزيز التكامل الإقليمي.