اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٦ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في خطوة جديدة تعكس التزامها المستمر بدعم السودان، أعلنت دولة قطر عن شروعها في تنفيذ مجموعة من المشاريع الآنية التي تستهدف دعم الحكومة السودانية، والمساهمة الفاعلة في جهود تشجيع العودة الطوعية للمواطنين السودانيين إلى مناطقهم، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي تعيشها البلاد نتيجة الصراع الدائر.
جاء هذا الإعلان خلال لقاء جمع سفير دولة قطر لدى السودان، محمد إبراهيم السادة، بوزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية، عمر صديق، حيث جدد السفير موقف بلاده الثابت والراسخ في دعم السودان في شتى المجالات، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تمر بها البلاد.
موقف قطري ثابت ودعم متواصل للسودان
أكد السفير القطري أن بلاده ظلت حاضرة بقوة في كل المحطات الإنسانية والتنموية التي مر بها السودان، مشيرًا إلى أن المشاريع القطرية الجديدة تأتي كاستجابة عاجلة لاحتياجات المواطن السوداني في مناطق النزوح والعودة، وتتماشى مع الجهود التي تبذلها الحكومة السودانية في سبيل إعادة الاستقرار للمناطق المتأثرة بالحرب والنزاعات.
وأضاف أن قطر ستعمل على توظيف خبراتها السابقة في المجالات الإنسانية والتنموية بالسودان لتنفيذ هذه المشاريع، بالتنسيق الكامل مع المؤسسات السودانية ذات الصلة، بما يضمن سرعة الإنجاز وتحقيق الأثر الإيجابي المطلوب.
تشجيع العودة الطوعية.. أولوية إنسانية وتنموية
ومن جانبه، ثمّن وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية، عمر صديق، الدعم القطري المتواصل للسودان، مشيرًا إلى أن الدوحة ظلت على الدوام شريكًا موثوقًا في دعم التنمية والسلام والاستقرار، مؤكدًا أن المشاريع التي تعتزم قطر تنفيذها سيكون لها دور كبير في تسريع العودة الطوعية للنازحين، لا سيما في المناطق التي استقرت بها الأوضاع نسبيًا.
وأوضح أن الحكومة السودانية تعوّل على دعم الأشقاء والأصدقاء، خاصة الدول التي تربطها علاقات وثيقة مع السودان مثل قطر، في توفير البيئة الملائمة للعودة الطوعية، عبر تنفيذ مشاريع تنموية وخدمية تلبي الاحتياجات الأساسية للسكان، وتعيد الثقة في إمكانية العودة والاستقرار.
قطر والسودان.. شراكة استراتيجية ممتدة
العلاقات بين السودان وقطر تمتد لسنوات طويلة من التعاون المشترك في المجالات الإنسانية والتنموية، حيث سبق أن نفذت قطر عبر صندوق قطر للتنمية وعدد من منظماتها الإنسانية، مشاريع ضخمة في دارفور والشرق ومناطق أخرى، شملت قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة والمياه والزراعة، بالإضافة إلى دعم جهود المصالحة القبلية وإعادة الإعمار بعد النزاعات.
ويأتي الإعلان القطري الجديد في توقيت بالغ الحساسية، في ظل تنامي الاحتياجات الإنسانية داخل السودان، مع استمرار الحرب التي اندلعت في أبريل 2023، والتي أجبرت ملايين السودانيين على النزوح الداخلي أو اللجوء إلى دول الجوار.
الدوحة.. بوابة لدعم الاستقرار في السودان
التحركات القطرية على الساحة السودانية تنسجم مع رؤية الدوحة في أن دعم الاستقرار في الدول الشقيقة لا يمكن أن يتم دون معالجة الجذور الإنسانية للأزمات، عبر توفير مشاريع تنموية عاجلة، وتحفيز المجتمعات المحلية على الاستقرار الذاتي من خلال تحسين ظروف المعيشة والخدمات الأساسية.
ويُنتظر أن تعلن قطر خلال الأسابيع المقبلة تفاصيل أكثر حول نوعية المشاريع التي ستنفذها في السودان، والمناطق المستهدفة، خصوصًا وأن الكثير من المناطق التي كانت مسرحًا للنزاع باتت الآن في حاجة ماسة إلى دعم مباشر لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
قطر والسودان.. علاقات تتجاوز الدعم المالي
المراقبون للشأن السوداني يلاحظون أن الدور القطري لا يقتصر فقط على المساعدات المالية أو المشاريع الإنسانية، بل يشمل دعمًا سياسيًا ودبلوماسيًا أيضًا، حيث ظلت قطر تؤيد الحلول السلمية في السودان، وتدعو إلى وقف الحرب والعودة إلى طاولة الحوار، كما دعمت على مدار السنوات الماضية جهود السلام في دارفور، واستضافت جولات حوار مهمة بين الفرقاء السودانيين.
كما أن قطر كانت من أوائل الدول التي فتحت أبوابها للاجئين السودانيين، وقدّمت تسهيلات كبيرة في الإقامة والعمل والدراسة، ما يعكس عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين.
خطة طارئة أم استراتيجية طويلة الأمد؟
يبقى السؤال الأبرز: هل ستكون المشاريع القطرية المعلنة حاليًا مجرد تدخل طارئ لمعالجة تداعيات الحرب؟ أم أنها ستكون جزءًا من استراتيجية شاملة وطويلة الأمد لدعم الاستقرار والتنمية في السودان؟
الإجابة على هذا السؤال مرهونة بتطورات المشهد السوداني، ومدى استقرار الأوضاع ميدانيًا، ومدى قدرة الحكومة على بسط نفوذها وتأمين المناطق المتأثرة، إلا أن الواضح أن قطر تُراهن على شراكة مستمرة مع السودان، تمتد لما بعد مرحلة الطوارئ، نحو مرحلة إعادة البناء والانتعاش.