اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
[Cameron Hudson
@_hudsonc
Interesting that millions of Sudanese in Egypt who can return to SAF-held areas are returning home, but none of the millions of Sudanese to Chad or CAR, who would have to return to RSF-held areas are doing so. A true vote of no confidence .]
في تغريدة لافتة ، أشار الباحث الأمريكي Cameron Hudson إلى ما وصفه بـ'تصويت بعدم الثقة' في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع ، حين قال إن ملايين السودانيين في مصر يعودون إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية ، بينما لا يعود من لجأوا إلى تشاد وأفريقيا الوسطى إلى مناطق الدعم السريع .
هذا الطرح ، وإن بدا منطقيًا في ظاهره ، يخفي وراءه تبسيطًا مخلاً لحقيقة الصراع في السودان ، وتغافلاً عن جوهر المأساة الإنسانية والسياسية التي تعيشها البلاد .
لماذا يعود السودانيون من مصر؟
العودة الطوعية للسودانيين من مصر ، رغم ظروف الحرب وضيق الحال ، تعكس عمق الارتباط الوطني والثقة المتزايدة في قدرة الدولة السودانية ، ممثلة في القوات المسلحة ، على استعادة السيطرة وضمان الحد الأدنى من الاستقرار والأمان .
في مناطق سيطرة الجيش ، ورغم المعاناة الاقتصادية ، تجد الدولة قائمة بمؤسساتها السيادية والمدنية ، وبمحاولات دؤوبة لإعادة الحياة إلى طبيعتها :
يتم تأمين المدن والقرى وفق نظام انضباطي عسكري منضبط .
توجد محاولات لإعادة فتح المدارس والمستشفيات ، وإعادة تشغيل المرافق الحيوية .
أهم من ذلك ، يشعر المواطن بوجود القانون والانتماء ، لا بالخوف من سلطة غريبة أو محتلة .
هذه العودة ليست فقط تصويت ثقة في الجيش ، بل تعبير عن الانتماء لدولة واحدة ، مستقلة ، ذات سيادة ، تقاتل دفاعًا عن بقائها وكرامة شعبها .
ولماذا لا يعود السودانيون من تشاد وأفريقيا الوسطى؟
السؤال الأدق هنا ليس : لماذا لا يعودون؟ بل : هل توجد حياة أصلًا يمكن أن يُعاد إليها؟
مناطق الدعم السريع تحوّلت إلى مساحات خاضعة لحكم الميليشيا والمرتزقة :
انتشار فوضوي لمرتزقة من دول أجنبية (كولومبيا ، تشاد ، النيجر ، أفريقيا الوسطي ، جنوب السودان) .
غياب تام لمؤسسات الدولة أو سلطة القانون ، وبدلًا من ذلك : نظام قائم على الغنائم والسطو والاعتقال العشوائي .
تقارير موثقة من الأمم المتحدة ومنظمات دولية (هيومن رايتس ووتش ، العفو الدولية) أكدت وقوع :
إبادة جماعية في غرب دارفور .
اغتصاب جماعي ممنهج ضد النساء والفتيات .
حصار المدن وتجويع المدنيين (كما في الفاشر ونيالا) .
تدمير المرافق الحيوية وسرقة المساعدات الإنسانية .
أي سوداني يعيش في تشاد أو إفريقيا الوسطى ، يعلم أن العودة إلى مناطق الدعم السريع ليست 'عودة إلى الوطن' ، بل عودة إلى حكم المليشيا ، إلى الخوف ، إلى اللاحياة .
رسالة مضمَرة في خطاب هدسون
حديث هدسون ، رغم ما يوحي به من حياد ، يندرج ضمن خطاب دولي مشبوه يسعى لتكريس 'التوازن الأخلاقي' بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع .
وهي محاولة خبيثة لـ'تبييض' جرائم مكون مسلح انقلابي متمرد ، وتقديمه كسلطة موازية تستحق الاعتراف السياسي والدبلوماسي .
لكن الواقع على الأرض يُكذب ذلك .
السودانيون لا يحتاجون لمحلل في واشنطن ليقول لهم من يمثل الدولة ومن يمثل المشروع التخريبي .
الحقيقة التي أرادوا طمسها :
الجيش السوداني يمثل الدولة ، السيادة ، المؤسسات ، والانضباط .
الدعم السريع يمثل قوى التمرد ، الفوضى ، التبعية الخارجية ، والجرائم ضد الإنسانية .
ولهذا يعود السوداني من القاهرة ، لكنه لا يفكر في الرجوع من إنجمينا أو بانغي .
ختامًا :
ما يحدث ليس مجرد 'تصويت بعدم الثقة' كما قال هدسون …
بل هو رفض جماعي للعودة إلى مناطق الخراب ، ومبايعة ضمنية لمن تبقى من بقايا الدولة السودانية .
وهذا الموقف الشعبي أقوى من أي طاولة تفاوض أو قرار مجلس أمن .