اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
ضربت أربع هزات أرضية قوية مناطق شمال إثيوبيا خلال 12 ساعة فقط، ما أثار مخاوف متجددة بشأن احتمالية تأثير النشاط الزلزالي على استقرار سد النهضة العملاق، الذي يقع في منطقة تشهد نشاطًا جيولوجيًا متزايدًا خلال السنوات الأخيرة.
ووفقًا للبيانات الصادرة عن مراكز الرصد الزلزالي، فقد وقعت الزلازل مساء السبت 11 أكتوبر 2025، حيث سجل أولها قوة 5.6 درجة على مقياس ريختر على عمق 10 كيلومترات في تمام الساعة 7:20 مساءً بتوقيت القاهرة، وذلك على بعد نحو 600 كيلومتر شمال شرق سد النهضة. كما تبعته هزة أخرى بقوة 5 درجات في الساعة 9:38 مساءً.
تفاصيل النشاط الزلزالي
وأوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة وخبير المياه الدكتور عباس شراقي أن مركز الزلازل يقع شمال منطقة الأخدود الأفريقي في إثيوبيا، وهي منطقة تُعرف بنشاطها الزلزالي العالي. وأضاف أن الهزات الأخيرة سبقتها زلازل أخرى خلال اليوم نفسه بقوة 4.2 درجة في الساعة 3:37 مساءً و5.3 درجة في الساعة 7:01 مساءً.
وأكد شراقي أن إثيوبيا شهدت موجة زلزالية واسعة بين ديسمبر 2024 وفبراير 2025 بلغ عددها 262 زلزالًا، رغم أن المعدل الطبيعي لا يتجاوز 6 زلازل سنويًا قبل عام 2021، مشيرًا إلى أن أقوى هذه الزلازل كان بقوة 5.9 درجة في 14 فبراير 2025. كما شهدت المنطقة زلزالًا آخر في 8 مايو 2023 على بُعد 100 كيلومتر فقط من سد النهضة بقوة 4.4 درجة.
سد النهضة والنشاط الزلزالي
وحول العلاقة بين سد النهضة وهذه الهزات الأرضية، قال الدكتور شراقي إن تأثير السد على النشاط الزلزالي في إثيوبيا أمر وارد من الناحية العلمية، لكنه لا يزال بحاجة إلى دراسات معمقة لتأكيده. وأوضح أن مراكز الزلازل الأخيرة تبعد حوالي 600 كيلومتر عن موقع السد، وبالتالي لا تمثل خطرًا مباشرًا عليه في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن الحديث عن النشاط الزلزالي في إثيوبيا لا يعني بالضرورة توقع انهيار السد أو اعتباره حلاً لأزمة السدود بين الدول، وإنما للتنبيه إلى أن البلاد تقع ضمن نطاق جيولوجي نشط، وهو ما كان يجب أخذه في الاعتبار عند تصميم السد وفق المواصفات الدولية.
تحذيرات علمية من المخاطر الطبيعية
وأضاف شراقي أن إثيوبيا تُعد من أكثر الدول الإفريقية عرضة للمخاطر الطبيعية، سواء الزلازل أو الفيضانات، ما يفرض ضرورة الالتزام بالمواصفات الأمريكية الأصلية التي صُمم بها السد أول مرة بسعة تخزينية لا تتجاوز 17 مليار متر مكعب. وأشار إلى أن التعديلات التي أجرتها أديس أبابا ورفعت السعة إلى نحو 74 مليار متر مكعب تزيد من حجم المخاطر المحتملة في حال وقوع زلازل قوية بالقرب من السد.
شبح الانهيار يظل قائمًا
وأوضح شراقي أن شبح انهيار سد النهضة يظل قائمًا سواء لأسباب طبيعية أو بشرية، خصوصًا أن السد يقع في منطقة جيولوجية غير مستقرة. وأضاف أن السد قد يُحدث نظامًا زلزاليًا خاصًا به بعد سنوات نتيجة الضغط المائي الهائل الناتج عن التخزين المستمر للمياه، وهو ما يتطلب التعامل بحذر مع عمليات الملء المستقبلية بحيث لا تتجاوز 40 مليار متر مكعب في أي مرحلة من المراحل.
وأكد الخبير المصري أن الزلازل الحالية لا تشكل خطرًا مباشرًا على السد في الوقت الراهن، إلا أن استمرار النشاط الزلزالي ووقوع هزات أقوى وأقرب إلى منطقة السد قد يغير المعادلة تمامًا.
النشاط الزلزالي في إثيوبيا.. مؤشر يحتاج للمتابعة
ويُعد النشاط الزلزالي في إثيوبيا من أكثر الظواهر الجيولوجية التي تستدعي المراقبة المستمرة، خاصة مع وجود مشاريع ضخمة مثل سد النهضة الذي يختزن كميات هائلة من المياه. ويرى الخبراء أن الدراسات الزلزالية الدقيقة يجب أن تكون جزءًا أساسيًا من منظومة الأمان في مثل هذه المشاريع العملاقة لتفادي أي كوارث مستقبلية قد تمس دول حوض النيل بأكملها.