اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٤ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
أزاحت مقاطع فيديو حديثة الستار عن فصل جديد في حرب الفاشر، أظهرت بوضوح مشاركة مرتزقة كولومبيين إلى جانب مليشيا الدعم السريع. الفيديوهات، التي نشرتها حركة تحرير السودان – قيادة مصطفى تمبور، كشفت لحظات إصابة أحد المرتزقة وهو يستنجد بلغة إسبانية واضحة، في مشهد يعكس اتساع دائرة التدخل الأجنبي في الصراع السوداني.
ظهور علني وتحدٍ للقرارات الدولية
المرتزقة الكولومبيون ظهروا بزي عسكري كامل ووجوه مكشوفة، ما يعكس – بحسب مراقبين – استهتار الجهات المشغّلة لهم وتحديها للقرارات الدولية التي طالبت بعدم التدخل في الشأن السوداني. هذه ليست المرة الأولى، ففي مطلع أغسطس الجاري، عثر الجيش على جثة مرتزق كولومبي في أطراف الفاشر، تبين لاحقاً أنه كان جندياً سابقاً بالقوات الخاصة الكولومبية وعضواً في وحدة 'سرايا ذئاب الصحراء'.
تجهيزات متطورة وشبكات تمويل خارجية
الجثة التي عثر عليها كانت تحمل أجهزة اتصالات مشفرة وشارة تحمل علم كولومبيا، مما يعكس الطابع الاحترافي للعملية. تقارير منصة 'القدرات العسكرية السودانية' أكدت أن الوحدة تضم عناصر لاتينيين تم استقطابهم عبر شبكات مرتبطة بجهات أمنية وتجارية إماراتية، في إطار استراتيجية تهدف لتدويل الحرب عبر جلب مقاتلين محترفين إلى جانب مليشيا الدعم السريع.
معسكرات تدريب وتحركات عبر ليبيا
المعلومات الاستخباراتية تشير إلى معسكر في ليبيا كان يضم مرتزقة كولومبيين قبل دفعهم إلى السودان. وفي نوفمبر 2024، استهدف سلاح الجو السوداني قافلة لهم، ما أدى إلى مقتل 22 مرتزقاً قبل وصولهم الفاشر. الحادثة دفعت الحكومة الكولومبية لتقديم اعتذار رسمي عبر سفيرتها في مصر، معبرة عن صدمة شعبها من مشاركة مواطنين في حرب السودان.
تسليط الضوء على الدور الإماراتي
تقرير كولومبي كشف أن هؤلاء المرتزقة جندوا في الأساس كحراس أمن في الإمارات، قبل أن يتم تحويل وجهتهم إلى بنغازي ومنها إلى السودان، في إطار دعم إماراتي مباشر لمليشيا الدعم السريع.
تحرك سوداني في مجلس الأمن
وزارة الخارجية السودانية أكدت امتلاكها أدلة ووثائق عن تورط مرتزقة كولومبيين وآلاف من دول الجوار، وقدمت هذه الأدلة لمجلس الأمن، محذرة من تحول الحرب إلى صراع إرهابي عابر للحدود يهدد الأمن والسلم الإقليميين.
رد كولومبي رسمي وتشريع مرتقب
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، وبعد انتشار الأدلة، أعلن عزمه تقديم مشروع قانون يحظر تجنيد المرتزقة، واصفاً الظاهرة بأنها 'اتجار بالبشر' و'تحويل البشر إلى أدوات قتل'. كما أمر سفيرة بلاده في مصر بالتحقق من عدد القتلى ومحاولة استعادة جثثهم.
دعوات لمحاسبة الرعاة الإقليميين
مع تزايد الأدلة المصورة والميدانية، يرى مراقبون أن المجتمع الدولي لم يعد بحاجة لمزيد من البراهين كي يتحرك لوقف تدفق المرتزقة ومحاسبة الجهات التي تموّل وتسلّح هذه الوحدات، وفي مقدمتها الإمارات، التي تُتهم بإشعال الصراع وتعكير الأمن الإقليمي.