نوايا إسرائيلية تهدد بإشعال أزمة جديدة مع القاهرة

متابعات- نبض السودان

كشفت وسائل إعلام عبرية، مساء السبت، عن نوايا إسرائيلية بالاحتفاظ بعدد من المواقع الحيوية داخل قطاع غزة لسنوات مقبلة، في خطوة وصفت بأنها قد تثير غضب مصر لسنوات طويلة، خاصة ما يتعلق بمحور فيلادلفيا على الحدود المصرية.

محور فيلادلفيا في قلب الخلاف

بحسب ما نقلته القناة العبرية العاشرة عن المراسل العسكري لهيئة البث الرسمية، إيتاي بلومنتال، فإن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة نيتها الاحتفاظ بثلاثة مواقع رئيسية في غزة ضمن مفاوضات ما بعد الحرب، وهي: المنطقة العازلة المحيطة بالقطاع، محور فيلادلفيا على الحدود المصرية، وتلة الـ70 أو ما يعرف بتلة المنطار في الشجاعية.

ويعد محور فيلادلفيا أحد أكثر النقاط حساسية، إذ رفضت مصر مرارًا أي وجود إسرائيلي فيه، وطالبت رسميًا بسحب القوات منذ أن أحكمت إسرائيل سيطرتها العملياتية عليه في مايو 2024، معتبرة أنه يشكل تهديدًا مباشرًا لاتفاقياتها الأمنية.

تلة الـ70.. موقع استراتيجي جديد

إلى جانب محور فيلادلفيا، تخطط إسرائيل للاحتفاظ بتلة الـ70 في الشجاعية، والتي ترتفع 70 مترًا فوق سطح البحر، وتوفر قدرة سيطرة ورصد واسعة على مناطق محورية مثل مدينة غزة، الشجاعية، الزيتون وجباليا. هذا الموقع يضيف لإسرائيل قدرة عسكرية كبيرة على مراقبة شمال القطاع والتحكم في التحركات هناك.

المنطقة العازلة.. تهجير وصراع

أما المنطقة العازلة المحيطة بالقطاع، فقد توسعت منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023 إلى نحو 62 كم²، أي ما يعادل 17% من مساحة غزة، الأمر الذي أدى إلى منع عودة آلاف السكان إلى منازلهم، بحجة تعزيز السيطرة الأمنية ومنع أي محاولات تسلل أو تهريب. هذه المنطقة لا تزال تمثل أحد الملفات الشائكة في المفاوضات، حيث ترى الأطراف الفلسطينية والمصرية أنها تمثل خطوة نحو تكريس واقع جديد على الأرض.

التفاهم الأمريكي الإسرائيلي

وفق القناة العبرية، فإن الولايات المتحدة أُبلغت رسميًا بهذه النوايا، وأكدت إسرائيل أن الأمريكيين 'يتفهمون' حاجتها للبقاء في هذه المواقع لأسباب أمنية. ورغم الضغوط الأمريكية المستمرة على تل أبيب لوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، إلا أن واشنطن ما زالت تؤكد دعمها المطلق لإسرائيل، وهو ما ظهر في صفقة أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار تم توقيعها مؤخرًا.

توتر مرشح للتصعيد

يرى مراقبون أن تمسك إسرائيل بالبقاء في محور فيلادلفيا سيجعل التوتر مع القاهرة مرشحًا لمزيد من التصعيد، خاصة أن مصر تعتبر هذا الشريط الحدودي الممتد بطول 14 كم وعرض 100 متر مسألة سيادية وأمنية حساسة للغاية. وفي المقابل، تصر إسرائيل على أنه ضروري لمنع تهريب السلاح والأنفاق العابرة للحدود.

استراتيجية أمنية طويلة الأمد

من خلال هذه الخطوات، تبدو إسرائيل عازمة على فرض سيطرة أمنية طويلة الأمد في غزة، سواء عبر الاحتفاظ بالمستوطنات القريبة مثل ناحل عوز وكفار عزة ومفلسيم، أو من خلال تكريس الوجود العسكري في نقاط استراتيجية. هذا التوجه يضع مزيدًا من العقبات أمام أي اتفاق لوقف إطلاق النار أو بدء خطة إعادة الإعمار، في ظل رفض فلسطيني ومصري لهذه الترتيبات.