اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٥ أيار ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تطور جديد وهام في واقعة وفاة لاعب منتخب مصر للشباب للكاراتيه، قررت النيابة العامة المصرية إحالة ثلاثة من كبار مسؤولي الاتحاد المصري للكاراتيه إلى محكمة الجنح المختصة، بعد توجيه اتهامات لهم تتعلق بالإهمال الجسيم الذي أدى إلى وفاة اللاعب الشاب يوسف أحمد خلال مشاركته في بطولة الجمهورية التي أُقيمت مؤخرًا.
وفاة مأساوية للاعب الكاراتيه يوسف أحمد
كان اللاعب يوسف أحمد، أحد أبرز نجوم منتخب مصر للشباب في رياضة الكاراتيه، قد فارق الحياة يوم 21 مارس الماضي، بعد تعرضه لضربة قوية أسفل القفص الصدري، على مقربة من القلب، في الجانب الأيسر من الصدر، أثناء خوضه مباراة في إطار منافسات بطولة الجمهورية. وقد أثارت الواقعة صدمة واسعة في الوسط الرياضي المصري والعربي، وسط مطالبات بمحاسبة المسؤولين عن التقصير.
المتهمون الثلاثة.. من هم؟
شملت قائمة المتهمين الذين تقرر إحالتهم للمحاكمة:
ووفقًا لتحقيقات النيابة، فقد ثبت ارتكابهم لمخالفات جسيمة كان لها دور مباشر في وقوع الحادث الأليم.
مخالفة واضحة لقرار وزير الرياضة
أظهرت التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة وجود مخالفة صريحة لقرار وزير الشباب والرياضة رقم 1624 لسنة 2024، والذي نص بوضوح على ضرورة وجود طاقم طبي مؤهل في جميع فعاليات البطولات الرسمية، لا سيما تلك التي تشهد منافسات عنيفة مثل بطولات الكاراتيه.
ورغم وضوح القرار الوزاري، إلا أن المسؤولين لم يلتزموا بتطبيقه خلال تنظيم بطولة الجمهورية، مما ساهم في تأخر إسعاف اللاعب فور سقوطه، وبالتالي فقدان فرصة إنقاذ حياته.
النيابة تؤكد وجود شبهة إهمال جسيم
وأكدت النيابة العامة في بيانها أن التحقيقات المكثفة التي جرت خلال الأيام الماضية أثبتت وجود شبهة إهمال جسيم من قبل المسؤولين الثلاثة، وهو ما ترتب عليه الإخلال بالإجراءات الوقائية الواجب اتباعها في مثل هذه الفعاليات الرياضية، مما أدى إلى الوفاة المأساوية للاعب يوسف أحمد.
وشددت النيابة على أن هذا الإهمال كان كافيًا لتحريك الدعوى الجنائية ضدهم، ما دفعها لإصدار قرار الإحالة إلى المحكمة المختصة للنظر في القضية.
ردود فعل غاضبة في الوسط الرياضي
أثارت الواقعة وما تبعها من قرارات، حالة من الغضب العارم في الوسط الرياضي المصري، حيث اعتبر العديد من الرياضيين والمحللين أن ما حدث يعكس ضعفًا في منظومة التأمين الطبي والتنظيمي داخل الاتحادات الرياضية.
وطالب رياضيون ومراقبون بضرورة مراجعة اللوائح المنظمة للبطولات، وإعادة النظر في معايير السلامة داخل الاتحادات، لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.
هل تتحمل الاتحادات الرياضية مسؤولية الأرواح؟
تسلط هذه الواقعة الضوء على تساؤلات جوهرية تتعلق بمسؤولية الاتحادات الرياضية تجاه سلامة اللاعبين، ومدى الالتزام بتطبيق القرارات الحكومية الخاصة بتوفير الرعاية الطبية والتأمين اللازم خلال الفعاليات الرياضية.
ويقول خبراء إن الوفاة ربما لم تكن لتقع لولا التأخر في التدخل الطبي أو غياب الفريق المؤهل، وهو ما يزيد من حدة الانتقادات تجاه المنظومة ككل.
مطالب بمحاسبة أوسع ومراجعة شاملة
طالب نشطاء ومهتمون بالشأن الرياضي بضرورة محاسبة كل من يثبت تقصيره، وعدم الاكتفاء بالمحاكمة الجنائية للمذكورين فقط، بل إجراء مراجعة شاملة لكافة الهيئات الرياضية وتنظيماتها الداخلية، للتأكد من وجود بيئة آمنة للاعبين في جميع الألعاب، خصوصًا الألعاب التي تتضمن احتكاكات بدنية مباشرة.
محاكمة مرتقبة… والعين على العدالة
من المنتظر أن تشهد محكمة الجنح المختصة أولى جلسات محاكمة المتهمين خلال الفترة المقبلة، وسط متابعة إعلامية وجماهيرية حثيثة، ترقبًا لما ستسفر عنه التحقيقات الكاملة وجلسات المرافعة، في قضية وصفها كثيرون بأنها اختبار حقيقي لعدالة المنظومة الرياضية في مصر.