أغنية في إذاعة القرآن الكريم بمصر.. ماذا حدث؟

متابعات- نبض السودان

شهدت مصر حالة من الدهشة والاستغراب الواسعين بعد أن فوجئ مستمعو إذاعة القرآن الكريم، صباح الاثنين، ببث أغنية للفنانة الراحلة أم كلثوم عبر أثير المحطة، التي تُعد من أعرق الإذاعات الدينية في العالم العربي والمخصصة حصراً لتلاوة القرآن الكريم وبث البرامج الدينية.

صدمة بين المستمعين وردود فعل على مواقع التواصل

الواقعة التي حدثت بشكل مفاجئ أثارت موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من المستمعين عن استغرابهم من سماع أغنية طربية في محطة تُعرف بالانضباط الديني والصرامة في المحتوى، فيما طالب البعض بفتح تحقيق رسمي لمعرفة تفاصيل ما جرى، مؤكدين أن الواقعة غير مسبوقة في تاريخ المحطة الممتد منذ عام 1964.

إدارة الإذاعة تكشف حقيقة ما حدث

من جانبه، خرج رئيس الإذاعة إسماعيل دويدار بتوضيح رسمي عبر وسائل إعلام محلية، أكد فيه أن إذاعة أغنية أم كلثوم جاءت نتيجة خطأ تقني غير مقصود، موضحًا أن ما حدث كان بسبب تداخل في محطات الإرسال أدى إلى بث جزء من أغنية على موجة الإذاعة الدينية أثناء البث المباشر.

لا خلل فني من داخل الإذاعة

وأشار دويدار إلى أن العمل داخل ستوديوهات الإذاعة كان يسير بصورة طبيعية ومنتظمة وقت وقوع الخطأ، مؤكدًا أنه لم يكن هناك أي تدخل أو تقصير من جانب العاملين أو الفنيين داخل الإذاعة، وأن ما حدث نتج عن تداخل إشارات خارجية لموجات بث محطات مجاورة.

تدخل فوري لمعالجة الأزمة

وأوضح رئيس الإذاعة أن رئيس قطاع الهندسة الإذاعية تم إبلاغه على الفور من أجل معالجة الموقف الفني وضمان عدم تكرار الواقعة، مشيرًا إلى أنه تم إعداد مذكرة رسمية حول الحادثة ورفعها إلى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام لاتخاذ الإجراءات اللازمة ومراجعة الجوانب التقنية المتعلقة بالبث والتشويش.

تاريخ طويل من الانضباط والهيبة

تُعد إذاعة القرآن الكريم من القاهرة واحدة من أكثر المحطات احترامًا في العالم الإسلامي، إذ تُبث تلاوات نخبة من كبار القراء مثل الشيخ محمد رفعت، وعبدالباسط عبدالصمد، ومصطفى إسماعيل، والحصري، وتحتل مكانة رمزية ودينية لدى ملايين المسلمين في مصر والعالم العربي.

وقد أثارت الواقعة الأخيرة حالة من الحنين والدهشة في آنٍ واحد، إذ رأى البعض أن إذاعة صوت أم كلثوم عبر موجة القرآن الكريم كان مشهدًا غريبًا ومربكًا، بينما دعا آخرون إلى عدم تضخيم الخطأ الفني والاهتمام بالحفاظ على كفاءة البث وضمان احترام هوية المحطة.

خبراء الإذاعة: التداخل أمر فني وارد

وأكد عدد من الخبراء في مجال الإعلام والهندسة الإذاعية أن التداخل بين المحطات أمر وارد تقنيًا، خاصة في حال تشابه ترددات الإرسال أو وجود ضعف في الإشارة في مناطق معينة، موضحين أن ظروف الطقس أو الأجهزة المساعدة للبث قد تتسبب أحيانًا في انتقال موجات من محطة إلى أخرى.

رواد التواصل بين السخرية والدفاع

في الوقت نفسه، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات متباينة بين السخرية والدفاع عن الإذاعة، حيث كتب بعض المغردين مازحين: “حتى أم كلثوم دخلت الإذاعة لتستمع للقرآن”، فيما قال آخرون: “هيبة إذاعة القرآن الكريم لا تمس.. وكلنا نثق في نزاهة العاملين بها”.

الهيئة الوطنية للإعلام تتابع

من المتوقع أن تصدر الهيئة الوطنية للإعلام خلال الساعات المقبلة تقريرًا رسميًا حول ملابسات الواقعة، يتضمن نتائج الفحص الفني والإجراءات التصحيحية، وذلك لضمان استمرار سمعة إذاعة القرآن الكريم كمصدر للثقة والانضباط الإعلامي في مصر والعالم العربي.