اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣٠ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في تطورات ميدانية متسارعة بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، شنت قيادة الفرقة السادسة مشاة والقوة المشتركة هجومًا مضادًا على قوات مليشيا الدعم السريع في المحور الجنوبي للمدينة.
الهجوم جاء بعد تقدم طفيف أحرزته المليشيا في معارك جرت يوم الخميس والجمعة والسبت، مما دفع قوات الجيش والمواطنين لزيادة الاستعدادات لمواجهة المزيد من التقدم.
رسالة لجان المقاومة بالفاشر
فيما يتعلق بتطورات المعركة، نشرت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر بيانًا، أكدت فيه على أن القوات المحلية تتقدم في عمليات نوعية في المحور الجنوبي للمدينة.
وفي رسالة موجهة إلى المتجاهلين لصوت المقاومة في المدينة، أعلنت التنسيقية: 'سنبقى هنا نقاوم وحدنا، وسنكتب آخر منشور وسنطلق آخر طلقة، ولكننا لن نرحل ولن نسقط.'
معارك الكر والفر
الاشتباكات بين الجيش ومليشيا الدعم السريع تركزت في محيط أشلاق الجيش القريب من قيادة الفرقة السادسة مشاة، بالإضافة إلى مناطق أخرى مثل السلاح الطبي ووزارة التخطيط العمراني، والمنزل الرئاسي. المعارك تعتبر في الأساس معارك كر وفر في تضاريس معقدة، حيث لا يزال الوضع غير محسوم في معظم الجبهات، بحسب دارفور24 .
مسيرات الجيش ونسف الارتكازات
في تحرك استراتيجي، شنت مسيرات الجيش هجمات دقيقة على نقاط تقدم المليشيا. الهجمات أسفرت عن تدمير عدد من الارتكازات للمليشيا في محاور الاحتياطي المركزي وشالا وعمارة علي محمود، ما أجبرهم على التراجع جنوبًا مع تكبدهم خسائر بشرية كبيرة.
القصف المدفعي العنيف على المدينة
منذ ساعات الفجر الأولى، تعرضت مدينة الفاشر لقصف مدفعي عنيف ومكثف على عدة محاور. وبحسب تقارير المقاومة في المدينة، فإن الوضع يزداد صعوبة، لكن إرادة أهل الفاشر لم تنكسر. وأضافت: 'في كل مرة يظن البعض أننا في أسفل الهاوية، سنثبت لهم أن الفاشر وأهلها، لا يعرفون الهزيمة.'
الوضع الإنساني يتدهور
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في المدينة، أكد مراسل قناة الجزيرة مباشر، معمر إبراهيم، أن الوضع يتدهور يوميًا ويحتاج إلى تدخل عاجل. وقال إن التوغلات الأخيرة للمليشيا في حي أولاد الريف تشير إلى تقدم سريع في بعض المناطق الجنوبية الغربية للمدينة، بما في ذلك محور المواشي وسوق الرديف. هذه التوغلات تمت بشكل مفاجئ وسريع، مما يجعل الموقف أكثر تعقيدًا.
حرب مشاة مفتوحة ومعركة غير حاسمة
وأشار معمر إبراهيم إلى أن المعارك التي تدور حاليًا في المدينة هي معارك مفتوحة في حرب مشاة، ليست معركة سيطرة كاملة أو انتشار مفاجئ. وأضاف أن المليشيا قد أسست ارتكازات ثابتة في بعض الأحياء مثل حي الوادي والجزء الغربي من المدينة، إلا أن الوضع لا يزال قابلاً للتصعيد في أي لحظة.
التسلسل الزمني للتطورات
بحسب المعلومات الميدانية، بدأت توغلات مليشيا الدعم السريع في جزء من الفاشر الجنوبي الغربي، وتحديدًا في منطقة حي أولاد الريف، وامتدت حتى مناطق أخرى مثل حي الثورة وحي الرديف. هذه التقدمات تأتي بعد معارك عنيفة في الشهرين الماضيين، حيث ظهرت معطيات جديدة على الخريطة العملياتية لم تكن موجودة منذ أكثر من عام.
الحقيقة على الأرض: المليشيا لا تسيطر على المدينة بالكامل
رغم الدعاية الإعلامية التي تم ترويجها حول سيطرة المليشيا على بعض المناطق، أكدت مصادر محلية أن المليشيا لا تزال في مرحلة تسلل بسيط في بعض الأماكن مثل حي البورصة والجامع الكبير في الجزء الشرقي من الفاشر. أما الوضع في الشوارع الرئيسية في المدينة، فيستمر كما كان عليه في الأيام الماضية، مع توفر حركة طبيعية، رغم معاناة المواطنين من نقص حاد في المواد الغذائية.
أزمة إنسانية غذائية
وفقًا لتقارير المقاومة، تشهد المدينة فجوة غذائية قاسية حيث اضطُر سكان الفاشر إلى تناول 'الامباز' (نوع من الغذاء التقليدي) بسبب نقص المواد الأساسية. في الوقت الذي يطالب فيه السكان بتدخل سريع من المجتمع الدولي لإغاثتهم، يصبح السؤال حول كيفية توفير الدعم الإنساني في مثل هذه الظروف أكثر إلحاحًا.
ما هو مصير الفاشر؟
ورغم التقدمات الميدانية التي حققتها مليشيا الدعم السريع في بعض المحاور، لا تزال المدينة تحت سيطرة الجيش وقوات المقاومة المحلية. لكن التدهور الإنساني والمعارك المتواصلة قد يهددان استقرار الفاشر في أي لحظة. في ظل غياب الحسم النهائي في المعركة، يبقى مصير المدينة معلقًا، مع تحذيرات مستمرة من اندلاع المزيد من التصعيد العسكري.