بدر للطيران تلغى رحلاتها المجدولة إلى مطار الخرطوم بعد الغارات الاخيرة

أعلنت شركة بدر للطيران، وفق ما نقلته قناة الشرق، عن إلغاء رحلتها المقررة اليوم إلى مطار الخرطوم، إلى جانب تعليق جميع الرحلات المجدولة أيام الخميس والجمعة والسبت، على أن يُعاد فتح باب الحجز اعتباراً من السادس والعشرين من أكتوبر الجاري. هذا القرار يأتي في سياق تطورات أمنية متسارعة شهدها مطار الخرطوم خلال الساعات الماضية، حيث أفاد مصدر مطلع لقناة الحدث بأن السلطات السودانية قررت تعليق استئناف الرحلات الداخلية في المطار إلى أجل غير مسمى، وذلك عقب تعرض المنشأة لهجوم جوي جديد بطائرات مسيّرة، هو الثاني من نوعه خلال يومين متتاليين.

القرار الرسمي بتجميد الرحلات جاء بعد تصاعد التهديدات الأمنية التي طالت المطار، والذي كان يستعد لاستئناف نشاطه المدني بعد توقف طويل فرضته ظروف النزاع المسلح المستمر في البلاد. وبحسب مصادر ميدانية، فإن الهجوم الأخير وقع صباح الأربعاء، حيث استهدفت ست طائرات مسيّرة المطار في عملية نُسبت إلى قوات الدعم السريع، دون أن تصدر السلطات حتى الآن بياناً يوضح حجم الأضرار أو تفاصيل الخسائر الناتجة عن الهجوم. هذا التصعيد الجوي المتكرر أثار مخاوف من تعطل البنية التحتية الحيوية للمرفق الجوي، خاصة في ظل غياب منظومة دفاعية قادرة على صد الهجمات المتكررة.

الدلائل التقنية التي تؤكد وقوع الهجوم جاءت من مرصد ناسا لرصد الحرائق، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية الملتقطة بتاريخ 22 أكتوبر 2025 مؤشرات حرارية واضحة تدل على حدوث انفجارات في محيط مطار الخرطوم. هذه البيانات التي تم جمعها عبر تقنيات الرصد الحراري تُعد من الأدلة النادرة التي توثق الهجمات الجوية في الوقت الفعلي، وتُستخدم عادة في تقييم الأضرار وتحديد مواقع الانفجارات بدقة عالية. الصور الفضائية عززت فرضية الاستهداف الجوي، وأكدت تصاعد التوترات العسكرية في العاصمة، ما يضع مستقبل الحركة الجوية في البلاد أمام تحديات أمنية متزايدة ويُعقّد جهود إعادة تشغيل المرافق الحيوية في ظل استمرار النزاع.