اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢١ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في خطوة مفاجئة أحدثت جدلًا واسعًا داخل أروقة كرة القدم السودانية، أعلن الاتحاد السوداني لكرة القدم تحديد يوم 10 يوليو/تموز المقبل موعدًا رسميًا لانطلاقة بطولة دوري السوبر، ووجه خطابًا رسميًا للأندية المشاركة حمل في طياته مفاجأة صادمة، حيث ألزم الأندية بتحمّل كامل التكاليف المالية للمشاركة في البطولة، سواء أقيمت داخل السودان أو خارجه، ما فجّر غضبًا متصاعدًا في الوسط الرياضي.
تهديد مبطن بحرمان الأندية من التمثيل القاري
الخطاب الذي صدر عن الاتحاد السوداني تضمّن تحذيرًا غير مباشر بإمكانية إلغاء البطولة في حال رفض الأندية تحمّل النفقات، ما يعني فعليًا حرمانها من المشاركة في النسخة المقبلة من بطولات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، حيث رهن الاتحاد استمرار المسابقة بتوفير التمويل من قِبل الأندية نفسها، مؤكدًا عدم قدرته على تنظيم البطولة بشكل مستقل.
هذا التوجه الجديد كشف عن ضغوط غير مسبوقة على أندية الدوري السوداني الممتاز، والتي تعاني أصلاً من نقص حاد في الموارد المالية، في ظل الغياب التام للدعم الحكومي وضعف الاستثمارات الرياضية، إلى جانب اعتمادها شبه الكلي على دعم رجال أعمال ومحبين للنادي دون وجود مداخيل مالية ثابتة.
اتحاد الكرة يضاعف الأعباء المالية
قرار الاتحاد لم يكن سوى إضافة جديدة لسلسلة الأعباء التي أثقلت كاهل الأندية، التي تعاني من محدودية الميزانيات وتفتقر لمعسكرات الإعداد الجيدة، حيث تضطر معظمها للانطلاق في المسابقة بعد أيام معدودة من التحضيرات، وتعتمد على مجريات البطولة نفسها لرفع الجاهزية البدنية والفنية للاعبين.
وتشير التوقعات إلى أن المشاركة في دوري السوبر ستقتصر على أندية الهلال والمريخ والأهلي مدني وحي الوادي نيالا، وهي الأندية التي تملك حدًا أدنى من القدرة المالية التي تمكنها من تغطية نفقات السفر والإقامة وحجز الملاعب للتدريب والمباريات، فيما ستغيب بقية الأندية المتعثرة ماليًا.
مفارقات مالية فاضحة في بطولة الدوري السوداني
واحدة من أبرز النقاط التي فجّرت الغضب بين إدارات الأندية تمثّلت في المفارقة العجيبة بين حجم الإنفاق المطلوب والمردود المالي المتاح، حيث يحصل الفريق الفائز بلقب الدوري السوداني الممتاز على جائزة مالية لا تتجاوز 10 آلاف دولار، بينما تتكبد الأندية المشاركة في دوري السوبر نفقات قد تصل إلى 200 ألف دولار، ما يعكس اختلالًا صارخًا في موازنة المسابقة وتخطيطها المالي.
هل يسعى الاتحاد لتقليص عدد المشاركين عمدًا؟
يرى مراقبون أن هذه الخطوة من الاتحاد السوداني لكرة القدم قد تكون محاولة مقصودة لتقليص عدد الأندية المشاركة في دوري السوبر، اختصارًا لعدد المباريات وتوفيرًا للنفقات التنظيمية، خاصة بعد إقرار لائحة جديدة تمنح الأفضلية للأندية صاحبة الملاءة المالية، الأمر الذي يُبقي المنافسة محصورة بين أربعة فرق فقط، مع تغييب بقية الفرق قسرًا بسبب الضائقة الاقتصادية.
ضغط مباشر ببطاقة التمثيل القاري
ويستخدم الاتحاد السوداني ورقة المشاركة في بطولات الاتحاد الإفريقي (كاف) كوسيلة ضغط على الأندية الكبيرة، خصوصًا مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده 'كاف' في 30 يوليو/تموز لتسمية الفرق الممثلة للسودان في البطولات القارية، ما يضع الأندية أمام خيارين أحلاهما مر: إما تحمّل كامل التكاليف أو الغياب عن الساحة القارية.
المريخ يستعد لرد فعل غير متوقع
وفي سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة عن استعداد نادي المريخ السوداني لاتخاذ خطوات مفاجئة قبل انطلاقة دوري السوبر، وسط حالة من الترقب لموقفه الرسمي، خاصة وأنه سبق وأبدى امتعاضًا من قرارات الاتحاد الأخيرة، فيما تسعى بعض الأندية الأخرى للتحرك الجماعي والضغط على الاتحاد لمراجعة قراره أو البحث عن رعاية عاجلة للبطولة.
هل تشهد الساعات المقبلة تمردًا جماعيًا؟
من المنتظر أن تتوالى ردود الأفعال الغاضبة خلال الساعات المقبلة من إدارات أندية الدوري الممتاز، التي تعتبر القرار غير عادل ويستهدف الأندية الصغيرة، ويهدد بتكريس واقع رياضي غير متوازن، يُبقي الساحة محتكرة للأندية ذات النفوذ المالي، ويُقصي البقية في صمت.