اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
حذر باحثون من جامعة كاليفورنيا الأمريكية من خطر جديد وغير متوقع يختبئ داخل بخار السجائر الإلكترونية، بعد اكتشاف مواد سامة خفية يمكن أن تُلحق أضرارًا مباشرة بخلايا الرئة حتى عند التعرض لمستويات منخفضة منها، ما ينفي فكرة كونها بديلاً آمناً للسجائر التقليدية.
بخار يحتوي على مواد قاتلة
وأوضح الباحثون أن نتائج دراستهم الأخيرة تسلط الضوء على مخاطر غير مرئية داخل منتجات التدخين الإلكتروني، إذ إن السموم لا تأتي فقط من النيكوتين أو المعادن الثقيلة كما كان يُعتقد سابقًا، بل يمكن أن تتكوّن من المكونات الأساسية للسائل نفسه عند تسخينه داخل الجهاز. ونُشرت هذه النتائج المقلقة في دورية «فرونتيرز إن توكسيولوجي» المتخصصة في السموم.
آلية عمل السجائر الإلكترونية
وتعتمد السجائر الإلكترونية على تسخين سائل خاص يحتوي على مزيج من النيكوتين والبروبيلين غليكول والغلسرين النباتي والمنكهات، عبر ملف معدني صغير يحوّل السائل إلى بخار يُستنشق من فوهة الجهاز. ويمنح ذلك المستخدم إحساسًا مشابهًا لتدخين السجائر التقليدية، ولكن دون احتراق التبغ. غير أن عملية التسخين هذه، وفقًا للدراسة، يمكن أن تؤدي إلى تحلل بعض المكونات الكيميائية وتوليد مركبات سامة أو مهيجة للرئة، ما يثير القلق بشأن سلامة هذه الأجهزة على المدى الطويل.
مركبات خطيرة تتكون أثناء التسخين
ركز الباحثون في دراستهم على مركبين أساسيين هما «الميثيلغلايوكسال» و«الأسيتالديهيد»، وهما مادتان معروفتان بسُميتهما العالية، ويمكن أن تتكونا أثناء تسخين سوائل التدخين الإلكتروني التي تحتوي على مادة البروبيلين غليكول. ورغم أن خطورتهما معروفة في مجالات أخرى، فإن تأثيرهما داخل الرئة البشرية عند استنشاق بخار السجائر الإلكترونية لم يكن واضحًا حتى الآن.
تجارب مخبرية على أنسجة بشرية
وباستخدام أنسجة بشرية مزروعة تمثل خلايا الشعب الهوائية، قام فريق البحث بتعريض هذه الخلايا لمستويات حقيقية من المادتين، ومراقبة استجابتها. وأظهرت النتائج أن كلا المركبين يعطلان وظائف خلوية أساسية مثل إنتاج الطاقة والحفاظ على البنية الداخلية للخلايا، إلا أن مادة «الميثيلغلايوكسال» أثبتت أنها أشد سمية من «الأسيتالديهيد» رغم ظهورها بكميات أقل.
الميثيلغلايوكسال.. العدو الأخطر
وكشفت النتائج أن «الميثيلغلايوكسال» يهاجم الميتوكوندريا المسؤولة عن توليد الطاقة في الخلايا، ما يؤدي إلى انخفاض حاد في الطاقة الخلوية وتلف مكونات الخلية الحيوية. كما أنه يضعف الهيكل الداخلي للخلايا، مما يجعلها أكثر عرضة للتلف الدائم، وهو مؤشر واضح على إجهاد خلوي قد يتطور إلى أمراض رئوية خطيرة عند التعرض المتكرر.
أجهزة حديثة.. خطر أكبر
وتشير الدراسة إلى أن بعض أجهزة التدخين الإلكتروني الحديثة التي تُسوّق على أنها أكثر أمانًا، قد تنتج مستويات أعلى من مادة «الميثيلغلايوكسال» بسبب تصميمها أو طبيعة تسخينها للسائل، مما يرفع احتمالية الضرر الصحي بشكل كبير.
التأثيرات قصيرة المدى
والمثير أن الباحثين لاحظوا أن التعرض القصير نسبيًا لهذه المواد السامة يكفي لتغيير مسارات حيوية داخل الخلايا تتعلق بإنتاج الطاقة، وإصلاح الحمض النووي، والحفاظ على سلامة الخلية. وهو ما يعني أن الأضرار قد تبدأ بالحدوث حتى قبل ظهور أي أعراض واضحة على مستخدمي السجائر الإلكترونية.
إعادة تقييم سلامة الأجهزة الإلكترونية
وأكد الفريق العلمي أن هذه النتائج تمثل خطوة محورية نحو فهم الآليات البيوكيميائية الكامنة وراء إصابات الرئة الناتجة عن التدخين الإلكتروني، داعين إلى إعادة تقييم مكونات السوائل الإلكترونية بشكل عاجل، خاصة مع الانتشار الواسع لاستخدام هذه الأجهزة بين فئة الشباب في مختلف أنحاء العالم.
ليست بديلاً آمناً
خلصت الدراسة إلى أن السجائر الإلكترونية لا يمكن اعتبارها بديلاً آمنًا بأي حال من الأحوال، لأن خطرها لا يكمن في النيكوتين وحده، بل في السموم الناتجة عن عملية التسخين ذاتها، والتي قد تكون أشد فتكًا بالخلايا الرئوية على المدى الطويل


























