الحكومة: آن الأوان لرد الأصول المنهوبة إلى الشعوب

متابعات- نبض السودان

شارك السودان في الاجتماع الأول للشبكة الإقليمية بين (وكالات) استرداد الأصول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA-ARIN LJ)، الذي عُقد في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية خلال يومي 8 و9 أكتوبر الجاري، وذلك بوفد رفيع المستوى برئاسة مولانا هويدا علي عوض الكريم وكيل وزارة العدل ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وبرفقتها مدير عام وحدة المعلومات المالية وقاضي المحكمة العليا ورئيس دائرة إدارات المحاكم.

إشادة بالدور السعودي في استضافة الاجتماع

وخلال كلمتها أمام الاجتماع، ثمّنت مولانا هويدا علي عوض الكريم الجهود الكبيرة التي بُذلت لتنظيم وإنجاح هذا اللقاء الإقليمي التاريخي، معربةً عن شكرها وتقديرها للمملكة العربية السعودية على استضافتها الكريمة لفعاليات هذا الاجتماع التأسيسي، الذي يُعد خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الدولي في مجال استرداد الأصول المنهوبة ومكافحة الفساد المالي والإداري.

موقع السودان الجغرافي وتحديات استرداد الأصول

وأوضحت وكيل وزارة العدل أن السودان، بحكم موقعه الجغرافي المتميز وحدوده الممتدة ونشاطه التجاري الواسع، ظل منخرطًا في العديد من الاتفاقيات الدولية والإقليمية والثنائية المتعلقة باسترداد الأصول، والتي تضمنت آليات التعاون الدولي وإجراء التحقيقات والتحريات المشتركة.

وأكدت أن السودان عمل أيضًا على سن التشريعات وإنشاء المحاكم المختصة بمحاكمة الفاسدين واسترداد الأصول المنهوبة، مشيرةً إلى أن الانفلات الأمني على الحدود الطويلة يمثل تحديًا حقيقيًا في مواجهة عمليات تهريب الأموال والمعادن والآثار والمقتنيات الثمينة إلى خارج البلاد. كما أضافت أن نقص الموارد المالية يُعد أحد العوائق الرئيسية التي تواجه الجهود الوطنية في ملاحقة المفسدين وقطع الطرق أمامهم للتعامل مع الخارج.

رؤية السودان لاسترداد الأصول

وقالت مولانا هويدا: 'رؤيتنا تتمثل في ضرورة استرداد الأصول المنهوبة من الدول عبر السنين والأجيال، مع وضع تعريف دقيق لمقتنيات الدول وربط عبورها للحدود الوطنية بمصالح حقيقية لشعوبها'.

وأضافت أن السودان يأمل أن تضطلع شبكة أرين (ARIN) بدور ريادي في دعم آليات استرداد الأصول بأفضل الطرق وأكثرها فاعلية ويسرًا، مشددة على أهمية تفعيل الاتفاقيات الدولية والإقليمية والثنائية ذات الصلة، وتبني دليل إرشادي موحد لتنفيذ بنود هذه الاتفاقيات بما يعزز التنسيق بين الدول الأعضاء.

التبادل المعرفي أساس النجاح

وأكدت وكيل وزارة العدل أن التبادل المعرفي والخبرات بين الدول الأعضاء في الشبكة يمثل ركيزة أساسية لنجاح الجهود الإقليمية في مكافحة تهريب الأصول، خاصة فيما يتعلق بالتعرف على الطرق الحديثة التي تُستخدم لتحويل الأموال والممتلكات المسروقة إلى الخارج، موضحة أن هذه المعرفة المشتركة تساهم في تطوير آليات الملاحقة القانونية والتقنية.

دعوة إلى تعاون إقليمي استراتيجي

وأشارت مولانا هويدا إلى أن الواقع الذي يعيشه السودان حاليًا من نهب وتهريب واسع للأصول يتطلب تعاونًا استراتيجيًا قويًا مع عدد من الدول الإقليمية والدولية، حتى يتمكن السودان من استرداد حقوقه وأصوله المنهوبة مهما طال الزمن.

وأكدت أن التعاون الإقليمي القائم على حسن النوايا والشفافية هو الملاذ المضمون لجميع الدول لاستعادة أموالها وأصولها المنهوبة، داعية إلى تكاتف الجهود الدولية من أجل وضع حد لظاهرة الفساد العابر للحدود، وتحقيق العدالة الاقتصادية للشعوب.

أهمية الشبكة الإقليمية

وتأتي مشاركة السودان في هذا الاجتماع ضمن مساعيه لتعزيز التنسيق الإقليمي في مجالات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب واسترداد الأصول المسروقة، حيث يُتوقع أن تسهم الشبكة الإقليمية (MENA-ARIN) في توحيد الجهود وتبادل المعلومات والخبرات بين الأجهزة المختصة في المنطقة، بما يسهل عملية تتبع واستعادة الأموال المهربة بشكل أكثر فاعلية.