اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢ حزيران ٢٠٢٥
(وكالات) – نبض السودان
انتهت الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا التي عُقدت في مدينة إسطنبول التركية، برعاية من الحكومة التركية، دون الإعلان عن نتائج حاسمة، إلا أنها شهدت بعض التفاهمات الإنسانية المحدودة، في وقت لا تزال فيه القضايا الكبرى موضع خلاف بين الجانبين.
وزارة الخارجية التركية: 'المحادثات لم تنتهِ بشكل سلبي'
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كيسيلي، في تصريح مقتضب عقب اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة: 'انتهى الاجتماع. لم ينتهِ بشكل سلبي'، في إشارة إلى استمرار التواصل بين الطرفين رغم تعثر التوصل لاتفاق سياسي شامل.
اتفاق على تبادل جثامين وأسرى الحرب المصابين
أعلن وزير الدفاع الأوكراني وكبير المفاوضين، رستم عمروف، أن الجانبين توصلا إلى تفاهم بشأن تبادل شامل لأسرى الحرب المصابين والجنود الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، بالإضافة إلى الاتفاق على تبادل 6000 جثة لجنود قتلوا في المعارك من كلا الجانبين.
وأكد عمروف: 'اتفقنا على تبادل أسرى الحرب المصابين بجروح خطيرة والمرضى على أساس مبدأ الجميع مقابل الجميع، كما شمل الاتفاق تبادل جثامين القتلى من الطرفين وعددها 6000 جثة'، واصفًا هذه الخطوة بأنها 'تقدم ملموس في الملف الإنساني'.
اقتراح أوكراني لعقد جولة ثالثة أواخر يونيو
وذكر الوزير الأوكراني أن بلاده اقترحت على الجانب الروسي عقد جولة ثالثة من المحادثات 'بين 20 و30 يونيو الجاري'، موضحًا أن استمرار التفاوض ضروري لدفع العملية السلمية قدمًا رغم التباينات الكبيرة.
روسيا ترفض وقف إطلاق النار 'غير المشروط'
من جهته، صرح النائب الأول لوزير الخارجية الأوكراني، سيرغي كيسليتسيا، أن موسكو رفضت مجددًا عرض كييف بوقف إطلاق نار شامل وغير مشروط خلال هذه الجولة، وهو ما اعتبره الجانب الأوكراني 'رفضًا للحد الأدنى من الجهود الإنسانية'.
اقتراح روسي بهدنة جزئية مؤقتة
بدوره، قال كبير المفاوضين الروس، فلاديمير ميدينسكي، إن بلاده اقترحت وقفًا جزئيًا لإطلاق النار يمتد ليومين أو ثلاثة في مناطق محددة من الجبهة، دون أن يوضح ما إذا كان الطرف الأوكراني قد وافق على المقترح.
وقال ميدينسكي في مؤتمر صحافي عقب المفاوضات: 'قدمنا اقتراحًا بوقف إطلاق نار موضعي ومؤقت لمدة يومين أو ثلاثة في مناطق معينة لتسهيل الأعمال الإنسانية والإغاثية'.
تحضيرات لتبادل جديد لأسرى الحرب
وفي أعقاب انتهاء المحادثات، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده بدأت التحضير لتبادل جديد للأسرى، مشيرًا إلى أن الوفدين تبادلا وثائق رسمية عبر الوسيط التركي تمهيدًا لبدء الإجراءات اللوجستية.
وقال زيلينسكي خلال مشاركته في قمة عُقدت في ليتوانيا: 'نحن نعمل حاليًا مع الجانب التركي لتجهيز المرحلة المقبلة من عمليات التبادل، وهذا يشمل أسرى جدد تم أسرهم مؤخرًا'.
قائمة أوكرانية بأسماء أطفال 'مرحّلين قسرًا'
وفي تطور جديد، كشف رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، أندري يرماك، أن وفد بلاده قدّم لنظرائه الروس خلال المحادثات قائمة بأسماء أطفال أوكرانيين تتهم موسكو بترحيلهم أو احتجازهم في مناطق خاضعة للاحتلال.
وكتب يرماك على منصات التواصل: 'قدمنا رسميًا لائحة بأسماء مئات الأطفال الذين رحلتهم روسيا بشكل غير قانوني، ونطالب بإعادتهم فورًا إلى أسرهم'، مؤكدًا أن هذا الملف يشكل 'أولوية إنسانية' بالنسبة لكييف.
قصر سيراغان… مقر الجولة الثانية
واستُضيفت المفاوضات في قصر سيراغان التاريخي المطل على مضيق البوسفور، والذي تستخدمه السلطات التركية كمقر للفعاليات الرسمية رفيعة المستوى. وكان الوفدان قد عقدا محادثات سابقة في 16 مايو بقصر دولما بهجة الرئاسي، واتفقا حينها على تبادل ألف أسير من كل جانب، دون تسجيل أي اختراق سياسي جوهري.
لا حلول سياسية حتى الآن رغم الجهود الإنسانية
رغم الاتفاقات الجزئية حول الأسرى والجثامين، لم ينجح الطرفان في التوصل إلى تفاهمات بشأن النقاط السياسية والأمنية العالقة، خاصة وقف إطلاق النار وعودة المناطق المحتلة، وسط استمرار التصعيد العسكري على عدة جبهات.
تركيا تواصل الوساطة… والمراقبون ينتظرون الجولة الثالثة
وتستمر أنقرة في لعب دور الوسيط النشط بين الطرفين، مستفيدة من علاقاتها المتوازنة مع موسكو وكييف على حد سواء، حيث تأمل الحكومة التركية في تحويل هذه المحادثات إلى منصة لحوار مستدام يفضي إلى وقف الحرب.
وفي انتظار الجولة المقبلة المرتقبة في أواخر يونيو، يترقب المراقبون ما إذا كانت هذه التفاهمات الإنسانية ستُترجم إلى انفتاح سياسي بين الجانبين، أم أن الجمود سيبقى سيد الموقف.