تحذير مصري من المساس بوحدة السودان

متابعات – نبض السودان

جددت جمهورية مصر العربية موقفها الداعم للسودان، مؤكدة على احترامها الكامل لسيادته ووحدة أراضيه ومؤسساته الوطنية، وذلك في إطار التحركات الإقليمية والدولية المتسارعة للتعامل مع الأزمة السودانية.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، مع وزير الدولة بالخارجية السودانية عمر صديق، حيث ناقش الطرفان تطورات الوضع في السودان ومسارات الدعم الدولي.

تأكيدات متكررة على موقف مصري راسخ

وزير الخارجية المصري شدد خلال الاتصال على عمق العلاقات التاريخية التي تربط شعبي وادي النيل، وعلى حرص القاهرة على أن يلعب السودان دورًا رئيسيًا في محيطه العربي والإفريقي، مشيرًا إلى أن أمن السودان جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي.

وأشار عبد العاطي إلى أن مصر لا تزال تبذل جهودًا نشطة في إطار الرباعية الدولية بشأن السودان، والتي تضم كذلك السعودية، والولايات المتحدة، وبريطانيا، لدفع مسار الحل السياسي وتحقيق وقف شامل ومستدام لإطلاق النار.

دعم سياسي لا يقبل التفسيرات المزدوجة

الاتصال الهاتفي يعكس استمرار القاهرة في لعب دور إقليمي فاعل بشأن الأزمة السودانية، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من محاولات تقسيم البلاد أو فرض حلول خارجية تتجاوز الإرادة الوطنية.

وفي هذا السياق، أكد عبد العاطي على رفض مصر التام لأي خطوات أو مبادرات من شأنها تهديد وحدة السودان أو تقويض مؤسساته الوطنية، في رسالة واضحة إلى الأطراف الإقليمية والدولية.

إشادة سودانية بالدور المصري المتزن

من جهته، عبّر وزير الدولة بالخارجية السودانية، عمر صديق، عن امتنانه للدعم المصري الذي لم ينقطع في مختلف المراحل، مشيرًا إلى أهمية تطوير التعاون الثنائي، خصوصًا في الملفات الإنسانية والاقتصادية والحدودية.

وأكد صديق أن السودان يعوّل على مواقف مصر الراسخة والداعمة لمسيرته نحو الاستقرار، خاصة في ظل الأوضاع المعقدة التي تشهدها البلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

الرباعية الدولية… رافعة للحل أم مساحة لصراع النفوذ؟

الحديث عن انخراط مصر في إطار الرباعية الدولية يطرح تساؤلات بشأن فعالية هذه الآلية، التي رغم تعاقب الاجتماعات والتصريحات، لم تُفلح حتى الآن في وقف نزيف الدم السوداني.

ورغم ذلك، فإن مشاركة مصر في هذا التكتل تُعطيه بعدًا أكثر توازنًا، نظرًا لخبرتها التاريخية في الملف السوداني، وتماسها الجغرافي والمصيري مع استقرار السودان.