اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣١ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشفت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، غربي السودان، عن وفاة أربعة أشخاص أسبوعيًا نتيجة الجوع والمرض، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية داخل المعسكر وتفاقم الأزمات المعيشية والصحية.
انهيار المطابخ الجماعية وتوقف الدعم الغذائي
ويعاني معسكر أبو شوك من نقص حاد في المواد الغذائية، بعدما توقفت المطابخ الجماعية عن العمل بسبب غياب التمويل. هذا التوقف أدى إلى تزايد معاناة النازحين، الذين باتوا يعتمدون كليًا على المساعدات الإنسانية التي لم تصل منذ فترة طويلة، بحسب ما أفاد مسؤول الإعلام في المعسكر محمد آدم.
وأكد محمد آدم أن هناك ارتفاعًا مقلقًا في عدد الوفيات الأسبوعية، حيث توفي 21 شخصًا خلال الـ45 يومًا الماضية فقط، نتيجة تفشي الجوع والأمراض داخل المعسكر، مشيرًا إلى أن هذه الإحصائية لا تشمل القتلى نتيجة القصف المستمر على المدينة، بحسب 'الترا سودان'.
ارتفاع معدلات الوفاة بسبب الجوع والمرض
وأوضح محمد آدم أن معدل الوفيات ارتفع بشكل كبير مؤخرًا، وخصوصًا بين الفئات الأكثر هشاشة مثل الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل، في ظل غياب شبه تام للدواء ومياه الشرب النظيفة، ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة ما لم يتم التدخل العاجل.
وقال إن معسكر أبو شوك يعيش تحت حصار خانق بسبب العمليات العسكرية في محيط الفاشر، ما تسبب في انقطاع الإمدادات الغذائية والدوائية، وأدى إلى تدهور حاد في صحة السكان الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية، ولا يملكون ما يسد رمقهم.
القصف المستمر يزيد الوضع سوءًا
وأشار محمد آدم إلى أن المخيم يتعرض لقصف متكرر من قبل قوات الدعم السريع، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني ويمنع وصول أي مساعدات أو حتى إمكانية نقل المرضى والجرحى إلى أماكن العلاج، مشددًا على أن المجتمع الدولي لا يستجيب بما يكفي لحجم الكارثة الجارية.
دعوات عاجلة لتدخل دولي
أعرب مسؤول الإعلام عن قلق بالغ إزاء التدهور المستمر للأوضاع، قائلاً إن مناشدات الناشطين والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية لم تجد آذانًا صاغية حتى الآن، رغم وضوح حجم الكارثة وازدياد عدد الوفيات، محذرًا من أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى ارتفاع أكبر في عدد الضحايا خلال الأيام المقبلة.
الأمم المتحدة: دارفور على حافة كارثة إنسانية
من جهتها، وصفت تقارير للأمم المتحدة الوضع الإنساني في دارفور بأنه كارثي، مؤكدة أن المجاعة وسوء التغذية يفتكان بالمواطنين يوميًا، وأن الأطفال هم الأكثر تضررًا في ظل غياب أي تدخل فعّال من المنظمات الإنسانية الكبرى.
ويواجه سكان مدينة الفاشر ومعسكرات النزوح المحيطة بها وضعًا معقدًا، إذ لا تلوح في الأفق أية بوادر انفراج، بينما تتزايد أعداد الموتى والجوعى والمرضى وسط صمت محلي ودولي مخيف.
نداء استغاثة مفتوح لإنقاذ من تبقى
دعت إدارة معسكر أبو شوك عبر 'الترا سودان' إلى تحرك عاجل من المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي، لمد يد العون لسكان المخيم الذين يواجهون الموت يوميًا، وإلى ضرورة فتح ممرات آمنة لوصول الإغاثات الإنسانية، قبل أن يتحول المعسكر إلى مقبرة جماعية.
وفي ظل استمرار الأزمة، يبقى السؤال الأهم: إلى متى سيبقى المجتمع الدولي يراقب بصمت كارثة أبو شوك المتفاقمة؟