اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في تطور سياسي لافت يعيد رسم ملامح المشهد في الشرق الأوسط، أعلن وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر، أن بلاده لا تعتزم استئناف الحرب في قطاع غزة، مؤكداً التزام إسرائيل الكامل بالمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في مدينة شرم الشيخ المصرية، بحضور جميع الأطراف المعنية بالصراع.
وزير الخارجية الإسرائيلي يعلن التزام بلاده بخطة ترامب
في تصريحاته لشبكة 'فوكس نيوز' الأمريكية اليوم الخميس، قال ساعر بوضوح إن 'إسرائيل لا تنوي استئناف الحرب في غزة لكنها تعول على تخلي حماس عن سلاحها'، مشيراً إلى أن الخطة التي تم التوصل إليها تأتي ضمن الإطار العام لـ'خطة ترامب' لإنهاء الصراع بين الجانبين.
وعن إمكانية انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، أجاب ساعر قائلاً: 'نحن ملتزمون بخطة ترامب'، في إشارة إلى التزام حكومته بخارطة الطريق التي تقود إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإطلاق الأسرى، وتهيئة الأجواء لمرحلة إعادة الإعمار.
المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية تكشف تفاصيل الاتفاق
في السياق ذاته، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدرسيان، أن جميع الأطراف وقّعت صباح اليوم في شرم الشيخ على المسودة النهائية للمرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة.
وأوضحت بدرسيان أن 'كل الرهائن الأحياء والموتى سيفرج عنهم يوم الاثنين المقبل'، مؤكدة أن وقف إطلاق النار سيبدأ فعلياً 'في غضون 24 ساعة من مصادقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق مساء اليوم'.
وأضافت أن الاتفاق يشمل آليات مراقبة وضمانات دولية من الولايات المتحدة ومصر والأمم المتحدة لضمان التزام جميع الأطراف ببنوده، ووصفت الاتفاق بأنه 'الخطوة الأكثر جدية نحو إنهاء الصراع منذ سنوات'.
حماس تشترط الانسحاب قبل تبادل الأسرى
من جانبها، أعلنت حركة حماس في بيان رسمي أن تنفيذ الاتفاق مشروط بانسحاب الجيش الإسرائيلي من المدن الرئيسية في قطاع غزة قبل بدء عملية تبادل الأسرى.
وقالت الحركة: 'لن يبدأ تبادل الرهائن والأسرى إلا بعد وقف إطلاق النار الكامل وانسحاب القوات من المدن'، مؤكدة أن إسرائيل ستفرج عن 250 أسيراً محكوماً بالمؤبد، في إطار الصفقة التي تم الاتفاق عليها.
كما أكدت حماس أن الاتفاق تضمن 'فتح خمسة معابر رئيسية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع'، مشيرة إلى أنها تلقت 'ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة والوسطاء بعدم عودة إسرائيل إلى العمليات القتالية'.
شرم الشيخ… محطة مفصلية في مسار الحرب
الاجتماعات التي استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية جاءت بعد جهود وساطة مكثفة استمرت لأسابيع بين القاهرة وواشنطن والدوحة، بهدف التوصل إلى صيغة متوازنة توقف الحرب المستمرة منذ عامين.
ويأتي الاتفاق بعد مرور يوم واحد فقط على الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر 2023، الذي فجّر دوامة الصراع من جديد بين إسرائيل وحركة حماس، وأدخل المنطقة في واحدة من أعنف المواجهات في تاريخها الحديث.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن المرحلة الأولى من 'خطة ترامب' المكونة من 20 نقطة، تشمل وقف إطلاق النار، تبادل الأسرى، وتسهيل إدخال المساعدات، يليها التفاوض على الترتيبات السياسية والأمنية الدائمة، وصولاً إلى ترتيبات حكم جديدة في غزة تحت إشراف دولي.
الولايات المتحدة ترحب بالاتفاق وتؤكد ضماناته
من جانبه، رحّب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتوقيع على المرحلة الأولى من الخطة، مشيداً بدور مصر في رعاية المفاوضات، ومؤكداً أن الاتفاق يشكل 'الفرصة الأخيرة لإحلال السلام في غزة بعد عامين من الدمار والمعاناة'.
وقال ترامب في بيان رسمي إن الولايات المتحدة 'ستتابع عن كثب تنفيذ الاتفاق، وستضمن التزام جميع الأطراف ببنوده'، مضيفاً أن الاتفاق يمثل 'المرحلة الأولى نحو سلام دائم وشامل في المنطقة'.
مراقبون: الاتفاق بداية لنهاية حرب غزة
يرى مراقبون سياسيون أن توقيع الاتفاق في شرم الشيخ يمثل تحولاً تاريخياً في مسار الحرب التي استنزفت إسرائيل وحماس على حد سواء، مؤكدين أن التزام تل أبيب بعدم استئناف العمليات العسكرية خطوة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب عام 2023.
في المقابل، يشير آخرون إلى أن نجاح الاتفاق مرهون بمدى التزام الطرفين ببنوده، خصوصاً ما يتعلق بإطلاق الأسرى والانسحاب الميداني. فبحسب مراقبين دوليين، أي إخلال بالجدول الزمني قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق قبل دخوله حيز التنفيذ الكامل.