اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تطور لافت للميدان في قطاع غزة، علّقت حركة المقاومة الإسلامية حماس، يوم الأربعاء، على الخطوة الإسرائيلية الأخيرة بإقامة ممر جديد في جنوب القطاع، يقسم مدينة خان يونس إلى قسمين، شرقي وغربي.
باسم نعيم: لا جديد ميدانيًا لكن الاحتلال يفضح نواياه السياسية
قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الدكتور باسم نعيم، في منشور عبر صفحته على 'فيسبوك'، إن 'قطاع غزة بأكمله تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي'، مشيرًا إلى أن فتح محور جديد، من الناحية الميدانية، لا يمثل تغييرًا نوعيًا في الوضع العسكري القائم.
وأضاف نعيم: 'لكنه يكشف نوايا ومخططات الاحتلال طويلة الأمد، التي تستهدف البقاء داخل القطاع وعدم الانسحاب وعدم إنهاء الحرب'، في إشارة واضحة إلى أن الخطوة تحمل بعدًا استراتيجيًا أكثر من كونها تطورًا تكتيكيًا.
الاحتلال يناقض نفسه بين المفاوضات والتوسع الميداني
وأوضح القيادي في حماس أن ما تقوم به إسرائيل 'يكذّب كل ما تدعيه على طاولة المفاوضات أو ما تبلغه للوسطاء'، مضيفًا أن حكومة الاحتلال 'منخرطة في العملية التفاوضية نظريًا فقط، من أجل تحسين صورتها أمام الداخل الإسرائيلي وتخفيف الضغط الدولي'.
وأكد نعيم أن الجانب الإسرائيلي لم يسلم خرائط جديدة منذ أكثر من أسبوع، في تناقض صارخ مع ما يُروج له في الإعلام العبري. وقال: 'الرد العملي على ذلك جاء اليوم بفتح محور جديد يقسم خان يونس إلى نصفين'.
ممر 'ماجن عوز': تقسيم ميداني ورسالة سياسية
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، في بيان رسمي الأربعاء، عن إنشاء ممر جديد في جنوب قطاع غزة أُطلق عليه اسم 'ماجن عوز'، يقسم شرق خان يونس عن غربها، مشيرًا إلى أن الممر أُقيم خلال الأسابيع الأخيرة بواسطة الفرقة 36 التابعة للجيش.
وأوضح البيان أن الهدف من إنشاء هذا الممر هو ما وصفه بـ'تفكيك البنية التحتية للإرهاب في خان يونس'، والعمل على 'إخلاء المدينة من العناصر المسلحة والعملاء'، على حد تعبيره، كما نقلت صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل'.
لقاء بين ألوية الاحتلال بعد استكمال شق الممر
وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيانه أن لواء المدرعات 188 ولواء المشاة جولاني التقيا مؤخرًا في الميدان بعد الانتهاء من تنفيذ الممر الجديد، وهو ما يوضح أن العملية تمت بتخطيط وتنسيق عسكري رفيع المستوى، ما يعطيها أهمية استراتيجية في خطط الاحتلال لإعادة تموضعه في قطاع غزة.
التحليل السياسي: تثبيت واقع تقسيمي جديد في غزة
يرى مراقبون أن الخطوة الإسرائيلية ترمي إلى فرض تقسيم ميداني جديد في قطاع غزة، عبر إنشاء طرق أمنية وعسكرية تفصل المناطق عن بعضها البعض، تمهيدًا لخلق مناطق عازلة دائمة، ما يشير إلى نية الاحتلال ترسيخ وجوده بدلًا من الانسحاب.
ويؤكد هذا التصور ما ذهب إليه الدكتور باسم نعيم، بأن الاحتلال لم يأتِ لبضعة أشهر، بل ينوي البقاء على الأرض واستغلال المفاوضات كواجهة دعائية فقط.
خان يونس تحت الضغط.. من المساعدات إلى القصف
ويأتي هذا التطور في ظل توتر متزايد في مدينة خان يونس، التي شهدت مؤخرًا قصفًا إسرائيليًا أسفر عن مقتل 20 فلسطينيًا أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات غذائية، الأمر الذي أثار انتقادات حادة للآليات المتبعة في توزيع المساعدات عبر مؤسسة غزة الإنسانية.
الميدان والمفاوضات: مساران متناقضان
تشير هذه المستجدات إلى وجود تناقض صارخ بين ما تروجه إسرائيل على طاولة المفاوضات وما تقوم به ميدانيًا، إذ تعلن التزامها بمسار سياسي وتفاوضي، في وقت تستمر فيه في فرض الوقائع على الأرض، عبر إجراءات من شأنها ترسيخ سيطرتها على أجزاء واسعة من قطاع غزة.
الممر الجديد يعمّق أزمة الثقة بالوساطة الدولية
وتزيد خطوة إنشاء الممر من تعقيدات الوضع الإنساني والسياسي في القطاع، كما تلقي بظلال من الشك على جدية الوساطة الدولية، وتفتح الباب أمام تساؤلات عن حقيقة النوايا الإسرائيلية في ظل استمرار العمليات الميدانية.