كارثية إنسانية.. الكوليرا تتفشى بمعسكرات دارفور وتحصد أرواح الأطفال

متابعات – نبض السودان

كشفت شبكة أطباء السودان، يوم الثلاثاء 29 يوليو 2025، عن كارثة إنسانية في معسكر 'لقاوة' للنازحين في مدينة الضعين بولاية شرق دارفور، بعد تسجيل وفاة 13 طفلًا خلال شهر يونيو الماضي، نتيجة سوء التغذية والنقص الحاد في الغذاء. ويعيش في المعسكر أكثر من 7 آلاف نازح، غالبيتهم من النساء والأطفال، وسط ظروف مأساوية تهدد حياتهم يومًا بعد يوم.

أزمة غذائية متصاعدة وتكرار الهجمات

أوضحت الشبكة أن معاناة النازحين لا تقتصر على انعدام الغذاء فقط، بل تشمل هجمات متكررة من جماعات مسلحة، تستهدف المعسكر بشكل دوري، مما يضاعف من تدهور الأوضاع الإنسانية ويعرّض السكان للخطر المباشر. وأشارت إلى انتشار حالات الهزال الحاد بين الأطفال بسبب غياب التغذية السليمة.

نداءات استغاثة للمجتمع الدولي والمنظمات

في بيانها الرسمي، دعت شبكة أطباء السودان المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتوفير الغذاء والرعاية الصحية، لا سيما للأطفال والنساء الحوامل. كما طالبت بتأمين المعسكر وحماية المدنيين من الهجمات المسلحة، والعمل على ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

تفشي الكوليرا يزيد من فداحة المشهد

وفي بيان منفصل، أعلنت منسقية النازحين واللاجئين بدارفور عن تسجيل 1965 حالة إصابة بوباء الكوليرا في إقليم دارفور، بينها 39 وفاة، ما يزيد من خطورة الوضع في معسكرات النزوح، خاصة مع انعدام الدواء ومياه الشرب النظيفة ومرافق الصرف الصحي.

مناطق عديدة بدارفور تسجل ارتفاعًا في الإصابات

أكدت المنسقية أن عدة مناطق في الإقليم الغربي من السودان شهدت ارتفاعًا مقلقًا في معدلات الكوليرا، خصوصًا في مخيمات النازحين، التي باتت بؤرًا للعدوى وانتشار الأمراض بسبب ضعف البنية التحتية وغياب الاستجابة الحكومية الكافية.

دعوات لتحمل المسؤولية ووقف الصمت

شبكة أطباء السودان وصفت الصمت المحلي والدولي تجاه ما يحدث في 'لقاوة' بأنه تواطؤ غير مباشر، مطالبة جميع الأطراف السياسية والمجتمعية بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية لوقف هذه المأساة. وأكدت أن استمرار الأوضاع بهذا الشكل ينذر بانفجار إنساني خطير في شرق دارفور إذا لم يتم التدخل الفوري.