اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٩ حزيران ٢٠٢٥
كشف تقرير نشرته وكالة 'فرانس برس' أن المغرب يستفيد من إخفاقات دول الساحل الإفريقي لتثبيت موقعه كوسيط بين أوروبا والمنطقة، وذلك من خلال مشروع تجاري يربط الدول غير الساحلية في إفريقيا بالمحيط الأطلسي عبر أراضيه.
وذكر التقرير أن مبادرة 'الربط الأطلسي' التي أطلقها العاهل المغربي محمد السادس في أواخر عام 2023، تُعد أداة استراتيجية يسعى من خلالها المغرب إلى 'تحويل اقتصاد دول المنطقة' وتثبيت نفوذه في الصحراء الغربية، مستغلا الانقسامات الإقليمية وتصاعد العزلة التي تواجهها الدول الثلاث مالي، بوركينا فاسو، والنيجر بعد الانقلابات العسكرية.
المشروع الذي يرتكز على إنشاء ميناء 'الداخلة الأطلسي' بقيمة 1.3 مليار دولار، يُتيح لهذه الدول مخرجا بحريا بديلا في وقت تشهد فيه علاقاتها توترا متصاعدا مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) والاتحاد الإفريقي، وقيودا على استخدام الموانئ التقليدية في بنين، توغو، ساحل العاج وغانا.
واعتبر وزير خارجية النيجر، باكاري ياوو سانغاري، خلال زيارة إلى الرباط في أبريل الماضي برفقة نظيريه من مالي وبوركينا فاسو، أن المشروع المغربي يمثل 'هبة من السماء'، مضيفا أن المغرب كان من أوائل الدول التي أبدت تفهما لمواقفهم في وقت كانت فيه 'إيكواس' على وشك اتخاذ إجراءات عسكرية ضدهم.
وأشار التقرير إلى أن المغرب، الذي يسيطر على أغلب أراضي الصحراء الغربية، يربط هذا المشروع أيضا بمساعيه لتثبيت سيادته على الإقليم، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادته عليه في عام 2020. كما أوضح أن المشروع يحظى بدعم قوى دولية مثل فرنسا، الولايات المتحدة، ودول الخليج، التي يُحتمل أن تساهم في تمويله.
وأكد التقرير أن المبادرة تندرج أيضا في سياق محاولات المغرب للتموقع كشريك موثوق من دول الجنوب، في ظل توسّع شبكات الجماعات الجهادية مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة في عمق إفريقيا جنوب الصحراء، وتفاقم التهديدات الأمنية بعد انسحاب القوات الفرنسية.
وأضافت فرانس برس، نقلا عن الأستاذة الجامعية بياتريس ميسا، أن المغرب 'يستفيد من هذه الإخفاقات ليعرض نفسه كشريك موثوق من الجنوب العالمي'، في حين يرى محللون أن الرباط تعمل على ترسيخ موقعها كممر بديل يربط إفريقيا بأوروبا في ظل التحولات الجيوسياسية التي تعيشها المنطقة.
مع ذلك، أشار التقرير إلى أن المشروع لا يزال في مراحله الأولية، حيث يحتاج إلى بناء آلاف الكيلومترات من الطرق وشبكات النقل، وهو ما أكده سيديك أبا، رئيس مركز أبحاث مختص بمنطقة الساحل، موضحا أن شبكة الطرق والسكك الحديدية 'لا تزال غير موجودة'.
وبحسب التقرير، فإن الطريق الذي يربط المغرب بموريتانيا 'يكاد يكون مكتملا'، أما تكلفة إنشاء الممر البري الكامل نحو تشاد، فقدّرها التقرير بنحو مليار دولار، محذرا من أن استمرار عدم الاستقرار الأمني قد يهدد جدوى المشروع على المدى الطويل.