اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٢ تموز ٢٠٢٥
صدر حديثا لرئيس منتدى البدائل للدراسات الصحراوية والكاتب، البشير دخيل، عمل نقدي جديد بعنوان 'تحليل أدبي لراوية التاريخ الرسمي للحب لريكاردو سيلفا روميرو'، يسلّط فيه الضوء على رواية تمثّل مرآة لتاريخ كولومبيا من 1930 حتى 2015 من خلال سرد حكائي يتتبع مسار عائلة واحدة عبر أجيالها.
ويندرج هذا المؤلف ضمن دراسات أدبية معمّقة، حيث لا يكتفي صاحبه بالتحليل البنيوي، بل يذهب أبعد من ذلك، ليستكشف البعد التفاعلي والثقافي بين الهويات المختلفة داخل الرواية، مستعرضاً كيف تؤثر العولمة والتلاقح الثقافي على البناء السردي والهوياتي في الأدب اللاتيني المعاصر، حيث يقدّم هذا العمل قراءة معمقة وملتزمة لإحدى أبرز الروايات الكولومبية الحديثة، وذلك من منظور يجمع بين الأدب والتفاعل الثقافي.
وفي هذا الصدد، أوضح البشير الدخيل، في تصريح لجريدة العمق المغربي'، أن هذه الدراسة الأدبية ركز من خلالها على التلاقح الثقافي بين الشعوب حيث لا توجد حدود بين البشرية، وفق تعبيره، مبرزا أن الكاتب الكولومبي ألف كتابا عباراة عن سيرة ذاتية بطريقة فريدة من نعوها.
وأشار الدخيل إلى أن ريكاردو سيلفا روميرو ألف روايته بطريقة عكسية حيث انطلقت الأحداث من سنة 2015 وعادت بالخلف إلى غاية الوصول لتاريخ ولادته، ومزج فيها بين الوطني والذاتي، مرورا بالثورة والانقلابات التي عاشتها كولومبيا على مدار هذه الحقبة الزمنية.
وقام الدخيل بتحليل الرواية التي يتناولها هذا العمل المشهد الكولومبي من زاوية أدبية معمقة، حيث تُقدّم كأشبه بصورة أشعة لكولومبيا منذ عام 1930 حتى عام 2015، عبر تتبّع ثلاث أجيال من عائلة الكاتب، ويتمحور الخيط الناظم للرواية حول وصف الحياة اليومية لهذه العائلة، ما يتيح للقارئ استعراض أبرز الأحداث التي شكّلت التاريخ الحديث للبلاد.
ويهدف هذا البحث إلى تقديم تحليل أدبي أولي للرواية، مع التركيز على العناصر التي تُظهر البعد التفاعلي بين الثقافات، والنظر في كيفية تأثير الثقافات بعضها في بعض من خلال وسائل الاتصال والعولمة، وقد أسهم هذا المسار التواصلي في تقليص العزلة الثقافية بشكل كبير، حسب البشير الدخيل.
ووفق البشير الدخيل، فتمزج رواية التاريخ الرسمي للحب ببراعة بين الشعر المنثور والسيرة الذاتية والواقع المعبر عنه في شكل روائي، حيث يبدع ريكاردو سيلفا روميرو في بناء استكشاف دقيق للصراعات الداخلية والخارجية التي عرفتها كولومبيا، مستعينًا بحساسية فنية في نسج سرد يلامس كذلك مواضيع الفلسفة السياسية وعلم الاجتماع والنزاعات اليومية، ضمن سياق يتسم بتوترات سياسية وعسكرية أثرت بعمق في البلاد.،غير أن ما يظل ثابتًا وسط هذه العاصفة، هو ذاك الحب العميق والراسخ للأرض ولأبناء الوطن.