اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٢ أب ٢٠٢٤
قضت 'آسية' سبع سنوات في مخيم الهول بسوريا، وسط أوضاع تتسم بالغموض ومصير مجهول لها ولأطفالها، حيث كانت تستيقظ كل صباح لتجرع مرارة الندم على ما ارتكبته مُجبرة ودون وعي.
سافرت هذه المغربية إلى المخيم برفقة زوجها، بعدما تم التغرير بها، وذلك في عام 2013، وكانت حينها لا تتجاوز 23 عامًا، وفق ما صرحت به لجريدة 'العمق'، معبرة عن أملها في أن تجد قضيتها وقضايا باقي المغربيات المحتجزات طريقًا نحو الحل. وتساءلت: 'ما ذنب أطفالنا؟ لا يحصلون على تعليم، ولا يمارسون اللعب مثل غيرهم من الأطفال في سنهم'.
وأشارت آسية إلى أن الأطفال يتعرضون للاستغلال في أعمال السخرة رغم صغر سنهم، دون أن تتمكن أمهاتهم من الدفاع عنهم. بعضهم أيتام، لا يجدون من يحميهم أو يدافع عن حقوقهم، مما يجعلهم عرضة لجميع أشكال الانتهاكات.
وتحكي آسية أنها تعيش هاجس الخوف على ابنها الأكبر، البالغ من العمر 16 عامًا، وعلى طفلها الأصغر الذي سلبه الأكراد منها وعمره لم يتجاوز 14 سنة. وأوضحت: 'لقد مللنا وندمنا، نحن ضحايا خُدعنا من قبل أزواجنا'، مضيفة أنها، مثل العديد من المغربيات اللواتي تعرضن للخداع، وجدت نفسها في بلد يعاني من ويلات الحرب والإرهاب.
وأشارت آسية إلى أنها فكرت مرارًا في الهرب إلى تركيا، لكنها تجد نفسها عاجزة أمام وضعية أطفالها المحتجزين في المراكز، بالإضافة إلى عدم توفر الموارد المالية، حيث ذكرت أن تكلفة الخروج من المخيم والتوجه إلى إدلب تصل إلى 40 ألف دولار.
أما عن وضعية المغربيات في المخيم، فقد أكدت أنهن التحقن بأزواجهن 'احترامًا للروابط الاجتماعية'، وبعضهن ذهبن مع أسرهن بسبب صغر سنهن، أي رافقن عائلاتهن دون وعي أو تقدير لما يحدث، في حين أن قلة منهن ذهبن بمحض إرادتهن. ومعظمهن اليوم يعبرن عن ندمهن على الرضوخ لتلك المبررات التي قادتهن إلى هذه الأوضاع المأساوية.
ووفقًا لآسية، فإن المحظوظات من بين المحتجزات تمكنّ من الهرب العام الماضي، في وقت كان يشهد توترًا بين العشائر الكردية، حيث استغلته بعض المغربيات للهروب، خاصة أن تكلفة تهريبهن حينها لم تتجاوز 17 مليون سنتيم مغربي. وأشارت آسية إلى أن مبلغ 40 ألف دولار المطلوب الآن يعتبر مبلغًا مستحيلًا توفيره، سواء منها أو من قبل نساء أخريات.