اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٠ تموز ٢٠٢٤
كشفت صحف تابعة لدولة كوريا الجنوبية أن شركة 'هيونداي روتم' العملاقة في مجال تصنيع السكك الحديدية، تتطلع إلى الفوز بالصفقة المعلنة من قبل المكتب الوطني للسكك الحديدية، والمتعلق بشراء 168 قطارا مع اعتزامه استثمار ما يصل إلى 16 مليار درهم (1.6 مليار دولار).
والتقى الرئيس التنفيذي لشركة هيونداي روتم 'لي يونغ باي' بـ رياض مزور وزير الصناعة والتجارة الأسبوع الماضي لمناقشة المناقصة المطروحة، حسب ما أوضحته المعطيات المتوفرة.
وأعرب 'لي' عن رغبة شركته في المشاركة في المشروع، مستعرضا خبرة 'هيونداي روتم' الواسعة في تصنيع عربات السكك الحديدية عالية السرعة وشبه عالية السرعة والكهربائية، كما تعهد بنقل التكنولوجيا إلى المغرب وإنشاء مصنع محلي لتصنيع العربات.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن 'هيونداي روتم' تواجه منافسة قوية من شركات عالمية أخرى، بما في ذلك CAF-Talgo من إسبانيا و Alstom من فرنسا.
وتعتبر الشركة الكروية أن المغرب يعد البلد الوحيد في إفريقيا الذي يمتلك خطوط سكك حديدية عالية السرعة، خاصة وأن المملكة تهدف إلى توسيع شبكة السكك الحديدية بشكل كبير في السنوات القادمة، استعدادًا لاستضافة كأس العالم إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال سنة 2030.
هذا ويخطط المكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF) لشراء 18 قطاراً فائق السرعة (بسرعة 320 كم/ساعة) بإجمالي 144 عربة، و40 قطاراً شبه سريع (بسرعة 200 كم/ساعة) بإجمالي 320 عربة، و60 قطاراً بين المدن (بسرعة 160 كم/ساعة) بإجمالي 240 عربة، و50 قطار مترو داخل المدن (بسرعة 140 كم/ساعة) بإجمالي 200 عربة، وتبلغ قيمة هذا المشروع حوالي 3.52 مليار يورو (حوالي 5.26 تريليون وون).
الصفقات تخضع للقانون
وللحديث عن حظوظ الشركة الكورية للظفر بالصفقة المعلنة، أوضح المحلل الاقتصادي، على الغنبوري، أن قانون الصفقات العمومية يسري على جميع المتنافسين، بحيث أن من يلتزم بالشروط المنصوص عليها داخل القانون هو المؤهل للفوز بالصفقة.
واعتبر المتحدث أن الدول المتنافسة يتم وضعها على قدم المساواة بغض النظر عن العلاقات الاقتصادية والتجارية، والسياسية التي تجمع بين المغرب ومختلف هذه البلدان، مشيرا إلى أن الالتزام بدفتر التحملات هو المحدد.
وأشار الخبير إلى أن زيارة المسؤولين الكوريين تأتي في إطار الرغبة في استكشاف والاطلاع على الفرص التي يتيحها المغرب، مع تقديم طلباتهم وفق ما ينص عليه القانون.
وفي معرض تصريحه لـ 'العمق' شدد المتحدث على أن الصفقة سيتم منحها بناء على ملاءمتها لاحتياجات المغرب وشروط المنافسة المتواجدة في المغرب، واحتياجات الدولة، ما يؤكد أن المغرب لا يعمل على منح الصفقات التجارية أو الاقتصادية في إطار المحابات.
وخلص المحلل الاقتصادي، الغنبوري، بالتأكيد على أن كوريا لها مؤسسات وشركات معروفة على الصعيد العالمي ولها خبرة في مجموعة من المجالات، مستدركا بالقول: لكن الأمر هو متروك في آخر المطاف لعملية دفتر التحملات والشروط ومتطلبات المغرب.
المغرب يرحب
وكثف مسؤولو كوريا في الأونة الأخيرة زيارتهم للمغرب حيث انتقل وزير الإقليم والبنية التحتية والنقل الكوري، بارك سانغ وو، بصفته مبعوثًا خاصًا لرئيس الجمهورية، إلى المغرب في الرابع من هذا الشهر لدعم تصدير المركبات الحديدية الكورية.
وحسب صحف كورية فقد التقى الوزير بارك سانغ وو مع وزير النقل واللوجستيك المغربي، محمد بنعبد الجليل، ومدير المكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع الخليع، لبحث سبل تعزيز التعاون بين كوريا والمغرب في مجال السكك الحديدية، وطلب التعاون لمشاركة الشركات الكورية في مشروع شراء القطارات فائقة السرعة والقطارات الكهربائية المغربية.
وشدد 'بارك سانغ وو' وزير الأراضي والبنية التحتية والنقل على ريادة كوريا في مجال تقنية السكك الحديدية، مشيرا إلى النجاح الذي حققته في الآونة الأخيرة والمتعلق بتصدير أول قطارات فائقة السرعة إلى أوزبكستان.
وأكد المتحدث أن شراء المغرب للمنتجات الكورية سيساهم في فتح آفاق واسعة للتعاون بين بلدين في مجالات تشغيل وصيانة القطارات وتبادل التكنولوجيا وتدريب الكوادر المتخصصة، ما سيعزز النمو الاقتصادي المشترك لكلا البلدين.
من جانبه، رحب محمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجستيات بالمغرب بمشاركة الشركات الكورية في مشاريع السكك الحديدية في بالمغرب، معربا عن تطلعاته لتعزيز تبادل التكنولوجيا بين البلدين، والاستفادة من خبرة كوريا الجنوبية في مجال البنية التحتية للسكك الحديدية التي تصل إلى مستوى عالمي.
وللإشارة فقد دعا الوزير بارك نظيره المغربي عبد الجليل لحضور مؤتمر التعاون العالمي للبنية التحتية (GICC) الذي سيُعقد في سيول يومي 10 و11 سبتمبر، وأكد التزامه بتعزيز التعاون في مجال السكك الحديدية من خلال برامج التدريب وتبادل الخبرات.