اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٧ تموز ٢٠٢٥
حذر خبراء دوليون من أن تزايد وتيرة الزلازل الجيوسياسية وتآكل الثقة بالضمانات الأمنية الأمريكية قد يدفع ثلاث دول هي كوريا الجنوبية وإيران واليابان إلى كسر التزاماتها والسعي لامتلاك أسلحة نووية قريبا. ويشير هذا التحول الخطير إلى احتمالية تضاعف عدد الدول النووية خلال العقدين المقبلين، مما ينذر ببدء عصر جديد من الانتشار النووي العالمي.
وجاء هذا التحذير، وفق تقرير نشره موقع الجزيرة نت، ضمن سلسلة مقالات تحليلية نشرها خبراء في اتحاد العلماء الأمريكيين بصحيفة 'واشنطن بوست'، حيث أكدوا أن العديد من القوى العالمية باتت تتطلع لامتلاك القنبلة كرادع استراتيجي مستقل.
وأرجع الخبراء تزايد هذه 'الشهية النووية' إلى تصاعد الطموحات العسكرية لروسيا والصين، وتراجع الالتزامات الأمنية لواشنطن تجاه حلفائها، وهو ما سرع من ظهور أصوات ترى في امتلاك السلاح النووي وسيلة لمواجهة فقدان الثقة في المظلة النووية الأمريكية.
وتعد كوريا الجنوبية، التي تمتلك برنامجا نوويا مدنيا متقدما، مثالا واضحا لهذا التوجه، حيث يدعم نحو 75% من شعبها فكرة تطوير رادع نووي مستقل لمواجهة التهديد المتنامي من جارتها الشمالية، خاصة مع تصريحات رئيسها السابق التي لمحت إلى إمكانية صنع قنبلة 'بسرعة كبيرة' بفضل قدراتها التقنية.
وتجد إيران نفسها في موقف مشابه، فعلى الرغم من الضربات العسكرية الأخيرة التي استهدفت برنامجها، يعتقد الخبراء أنها لا تزال تمتلك الخبرة والموارد التي تمكنها من الوصول لمرحلة 'الاختراق النووي' في فترة زمنية قصيرة، وأن الهجمات قد تدفعها لتسريع مشروعها بدلا من إنهائه.
وتوصف اليابان بأنها الدولة التي تقف على 'مسافة دوران مفك' من أن تصبح قوة نووية، فرغم التزامها بمبادئ صارمة ضد التسلح النووي، فإن بنيتها التحتية النووية المدنية الضخمة ومخزونها الكبير من البلوتونيوم يمنحانها القدرة على إنتاج آلاف القنابل إذا ما توفر القرار السياسي لذلك.
ويلفت التقرير إلى أن طريق هذه الدول نحو النادي النووي ليس سهلا، إذ يواجه صعوبات تقنية ومالية ضخمة، فضلا عن التداعيات السياسية والعقوبات الدولية التي قد تصل إلى حد التدخل العسكري، وهو ما حال دون تجاوزها 'العتبة النووية' حتى الآن.
ويخلص الخبراء إلى أن الحافز الأول لأي دولة لامتلاك السلاح النووي هو رؤية خصومها يفعلون ذلك، مؤكدين أن نجاة العالم من كارثة نووية في الماضي لا تعني أنه محصن منها في المستقبل، خاصة مع تآكل منظومة الردع العالمية القائمة.