اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢١ حزيران ٢٠٢٥
قال الأكاديمي والسياسي المغربي عبد الصمد بلكبير، اليوم السبت 21 يونيو 2026 بمدينة العيون، إن مشكل قضية الصحراء المغربية خلقته الولايات المتحدة الأمريكية، وليس إسبانيا أو فرنسا أو الجزائر، مشيرا إلى أن التحولات الدولية اليوم قادت إلى سعي أمريكا مرة أخرى إلى وضع حد لهذا النزاع.
جاء ذلك في ندوة وطنية حول الصحراء المغربية، احتضنتها مدينة العيون، بعنوان :'من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل'، من تنظيم المجموعة الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بتقديم الاستشارة في موضوع القضية الوطنية الأولى للمغرب: قضية الوحدة الترابية للمملكة'، المنبثقة عن مجلس المستشارين.
وبدأ بلكبير مداخلته بالمثل المغربي القائل :'اللي دارها بيديه يحلها بسنيه'، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من خلقت أزمة الصحراء بالنسيبة للمغرب، وهي التي تسعى إلى حله اليوم، ما أدى إلى تحولات كبرى، مؤكدا 'أنا على يقين أن الموضوع انتهى'.
مشكلة الصحراء في الأصل وفي الفرع، يقول بلكبير، 'ليست لا مع إسبانيا ولا مع فرنسا ولا مع الجزائر، بل شكلته مع الولايات المتحدة الامريكية، في جناح عسكري مخابراتي من أجنجتها'، موضحا أن الأمر يدخل في صراعات ومنافسات بين الرأسماليات الأوربية والأمريكية.
وتابع المتحدث أن 'قضية الصحراء ليست طارئة، بل منذ تأسيس الدولة الامريكية'، واعتبر أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تطمح في دخول المغرب كحالة استثنائية مثل دخولها للفلبين، باعتبار أن أمريكا ليست بلدا استعماريا، بحسب تعبير المتحدث.
وأضاف بلكبير أن الاتفاق الطارئ بين بريطانيا وإسبانيا وفرنسا لحماية المغرب سنة 1912، كان مستعجلا لأن الولايات المتحدة الأمريكية، حينها، كانت بصدد الدخول إلى المغرب، مؤكدا أن أمريكا كانت مهتمة جدا بالمسألة المغربية. كما أن استعجالية استقلال المغرب ودور أمريكا كان واضحا ولذلك 'أخذنا استقلالا منقوصا وملغوما'.
وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية هي صاحبة فكرة تأسيس دويلة في الصحراء، وذلك بهدف 'ضبط المنطقة ومنافسة الوجود الفرنسي'. وخلص إلى أن الجديد اليوم هو أن هذا البلد الذي خلق المشكل هو الذي أصبح من مصلحته اليوم إيجاد حل.
وتابع أن الولايات المتحدة الأمريكية 'اكتشفت متأخرة أن أفضل طريق للسيطرة هو سيطرة الهيمنة عن طريق 'وحد تسد' وليس 'فرق تسد'، وذهبت في اتجاه 'تشبيك العلاقات بين الأمم والشعوب'، معتبرا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتبنى هذه السياسة وليس الحروب والإمبريالية.
* الصورة من الأرشيف