اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢ أيار ٢٠٢٥
رصد تقرير ميداني صادر عن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC)، استمرار معاناة آلاف الأسر المغربية بعد مرور 18 شهرا على زلزال الحوز، رغم ما وصفه بـ'التقدم الكبير' في مسار إعادة الإعمار.
وأكد التقرير، الذي اطلعت عليه جريدة 'العمق'، أن الزلزال العنيف الذي ضرب جبال الأطلس في 8 شتنبر 2023، تسبب في تدمير أو تضرر نحو 60 ألف منزل، وأدى إلى مصرع حوالي 3 آلاف شخص وإصابة 6 آلاف آخرين، موزعين على أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت وورزازات وأزيلال.
وأوضح المصدر أن فرق الإنقاذ واجهت صعوبات كبرى في الوصول إلى القرى المعزولة بسبب وعورة التضاريس وخراب الطرق، مما اضطر العديد من السكان إلى الاحتماء بخيام مؤقتة أو مراكز إيواء جماعية تفتقر إلى الماء والكهرباء والخصوصية.
ورغم تقلص عدد الخيام من أزيد من 35,500 إلى 3,211 فقط، إلا أن التقرير أشار إلى أن عدد المنازل التي جرى بناؤها أو ترميمها بلغ 15,100 وحدة، أي ما يعادل 60% من الهدف الإجمالي، وسط توقعات ببلوغ نسبة 80% في غضون شهرين.
وفي ما يتعلق بالدعم المادي، سجل التقرير أن السلطات منحت مساعدات شهرية بقيمة 2,500 درهم، إلى جانب دعم مالي لإعادة الإعمار يصل إلى 140 ألف درهم أو 80 ألف درهم، حسب درجة الضرر، كما جرى توفير حلول بديلة في المناطق التي يُمنع فيها البناء.
وأفاد التقرير بأن فرق التدخل أزالت أنقاض أكثر من 23,500 منزل، وأصدرت رخص بناء تراعي المعايير المضادة للزلازل وتُحترم فيها الخصوصيات الثقافية والمعمارية المحلية.
ولم تغفل الوثيقة الأثر النفسي والاجتماعي للكارثة، إذ أبرزت أن الزلزال لم يخلّف دمارًا ماديًا فقط، بل خلف أيضًا جراحًا عميقة في نفسية السكان، خصوصًا في المناطق الجبلية، حيث ما تزال الحاجة ملحة إلى خدمات الدعم النفسي والاجتماعي.
وفي الجانب الصحي، كشف التقرير عن تفشي وباء الحصبة منذ أواخر سنة 2023، حيث سُجلت نحو 25 ألف حالة و120 وفاة، ما زاد من تعقيد الوضع داخل المخيمات المكتظة، والتي تعاني أصلا من ضعف في خدمات الصرف الصحي والماء.
كما أشار التقرير إلى تداعيات الزلزال على قطاع التعليم، مبرزا أن دمار المدارس أجبر عددا من الأطفال، خصوصا الفتيات، على الانقطاع المؤقت عن الدراسة، فيما عاد آخرون إلى مؤسسات تفتقر إلى الحد الأدنى من الشروط التربوية.
وأكد التقرير في ختامه أن مئات الأسر ما تزال تعيش في خيام مؤقتة وسط ظروف قاسية، خاصة خلال فصل الشتاء، في انتظار استكمال عملية البناء أو إيجاد حلول سكن بديلة، مشددا على أن التعافي لا يسير بوتيرة موحدة في جميع المناطق، وأن الحاجة إلى مقاربة شمولية تراعي الجانب النفسي والاجتماعي أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.