اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٣ حزيران ٢٠٢٥
رغم مرور نحو خمس سنوات على إطلاق هواوي لنظام التشغيل البديل HarmonyOS، لا تزال الشركة الصينية عاجزة عن فرض نظامها كخيار فعلي على الصعيد العالمي. فبينما حققت هواوي تقدما ملحوظا داخل السوق الصيني بفضل الدعم الحكومي المباشر، تكشف أحدث البيانات أن HarmonyOS لا يزال محصورا في نطاق ضيق خارج حدود الصين، دون أن ينجح في إقناع المستهلكين الدوليين بقدرته على منافسة العملاقين: أندرويد وiOS.
ووفقا لبيانات شركة Counterpoint Research الصادرة في يونيو 2025، والتي اطلعت عليها جريدة 'العمق'، لا تتجاوز الحصة السوقية العالمية لنظام HarmonyOS نسبة 5%، رغم كل الحملات التسويقية والجهود المتواصلة من طرف هواوي.
ووفي المقابل، يهيمن أندرويد على نحو 76% من مبيعات الهواتف الذكية عالميا، بينما يحتفظ نظام iOS الخاص بآبل بـ19%، ما يُظهر بوضوح أن HarmonyOS لا يزال خارج دائرة المنافسة الفعلية.
وبالعودة إلى الربع الثاني من عام 2023، لم يكن النظام يتجاوز 2% من السوق، ما يعني أن نسبة النمو خلال عامين لم تتعد 3 نقاط مئوية — وهي وتيرة ضعيفة جدا مقارنة بحجم استثمارات هواوي الطموحة في هذا المشروع.
وداخل الصين، تشير نفس البيانات إلى أن HarmonyOS بلغ 19% من الحصة السوقية، ليحقق نجاحا نسبيا مدفوعا في معظمه بالدعم الحكومي، سواء من خلال إعانات مباشرة لشراء هواتف هواوي أو عبر تشجيع الإدارات العمومية على اعتماد النظام في إطار سياسة تقليص الاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية، غير أن هذا النجاح المحلي النسبي لم يتحول إلى توسع عالمي حقيقي.
ومن أبرز العوامل التي تفسر الفشل العالمي للنظام، استمرار غياب خدمات غوغل الأساسية (GMS)، وهي خدمات لا غنى عنها للمستخدمين خارج الصين، مثل Gmail، Google Maps، YouTube، Google Drive وغيرها من التطبيقات الحيوية التي لا تعمل بشكل رسمي أو متكامل على هواتف هواوي، ما يجعل النظام أقل جاذبية مقارنة بأنظمة التشغيل المنافسة.
ورغم محاولة هواوي تعويض غياب خدمات غوغل عبر تطوير متجرها الخاص AppGallery، لا يزال هذا المتجر يعاني من نقص واضح في العديد من التطبيقات الشائعة عالميا، إضافة إلى تجربة استخدام غير متكاملة. وتشير تقارير متعددة إلى أن المستخدمين يُضطرون في كثير من الأحيان إلى اللجوء لحلول بديلة ومعقدة، مما يدفعهم إلى تفضيل البقاء داخل النظام البيئي لأندرويد أو iOS.
ويبدو أن HarmonyOS، رغم ما مثله من تحد استراتيجي وسيادي لهواوي في مواجهة العقوبات الأمريكية، لم يتمكن حتى الآن من فرض نفسه كلاعب مؤثر في السوق العالمية.
وبينما تواصل الشركة الترويج لإصدارات جديدة مثل HarmonyOS NEXT التي تهدف إلى الاستقلال الكامل عن كود أندرويد، تبقى الإشكالية الجوهرية قائمة: كيف يمكن إقناع المستخدم العالمي بالتخلي عن تجربة متكاملة ومستقرة، مقابل نظام ناشئ يفتقر إلى أبسط مقومات الجاذبية خارج الصين؟