اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
تعيش ساكنة منطقتي سباتة وابن امسيك على وقع غضب متصاعد، إزاء ما تصفه بـ'الاستغلال السياسي' للمستشفى الإقليمي ابن امسيك. وتتهم فعاليات مدنية وجمعوية جهات مرتبطة بأغلبية مقاطعة سباتة بتحويل خدمات المستشفى الحيوية لـ'أجندات انتخابية ضيقة'.
وحسب شهادات فعاليات مدنية وجمعوية، فإن خدمات المستشفى، الذي يفترض أن يقدم الرعاية الطبية للمواطنين في إحدى أكثر المناطق هشاشة في العاصمة الاقتصادية، أصبحت تسخر بشكل انتقائي، حيث يمنع عدد من المواطنين من الولوج للخدمات الطبية دون مبرر واضح، في وقت تشير أصابع الاتهام إلى 'توجيه سياسي' يتحكم في التسيير والتدبير داخل المؤسسة الصحية.
وعبر عدد من سكان المنطقتين عن سخطهم إزاء ما وصفوه بـ'التمييز السياسي' في الولوج إلى الخدمات الطبية العمومية داخل المستشفى الإقليمي، حيث يتم بحسب شهادات مواطنين، حصر الاستفادة من بعض الخدمات الطبية المهمة على فئة محددة من المواطنين تربطهم علاقات مباشرة أو غير مباشرة بجهات سياسية نافذة في المقاطعة.
وتعالت أصوات المجتمع المدني في الأيام الأخيرة، محذّرة من استمرار 'السطو السياسي' على مرفق عمومي يفترض أن يكون محايدا، ويخضع لمنطق المساواة وتكافؤ الفرص في تقديم الخدمة.
في هذا الإطار، عبر رشيد ملاك، فاعل جمعوي بمنطقتي ابن امسيك وسباتة، عن قلقه الشديد من الوضع الصحي المتدهور الذي تعيشه ساكنة المنطقتين، مشيرا إلى أن المستشفى الإقليمي ابن امسيك لم يعد يقدم خدماته بالشكل المطلوب، خصوصا للفئات الهشة والمعوزة التي تعتمد عليه بشكل كلي في تلقي العلاج والخدمات الطبية الأساسية.
وقال ملاك في تصريح لجريدة 'العمق المغربي'، إن المجتمع المدني المحلي يواكب منذ سنوات معاناة الساكنة، التي تجد نفسها محرومة من خدمات التطبيب والعلاج لأسباب غير مفهومة، رغم أنها تعتبر من بين أكثر الفئات تضررا اجتماعيا واقتصاديا.
وأضاف أن المستشفى يعاني من نقص حاد في التجهيزات الأساسية، وعلى رأسها غياب جهاز 'السكانير' وقسم الأشعة، ما يضطر المرضى إلى التنقل إلى مؤسسات استشفائية بعيدة، غالبا في ظروف مهينة ومكلفة. وتساءل مستنكرا: 'كيف يعقل أن مستشفى إقليمي في قلب الدار البيضاء يفتقر لمثل هذه الضروريات؟'.
وأشار الفاعل الجمعوي إلى أن الوضع لا يتوقف عند غياب المعدات، بل يتعداه إلى ما وصفه بـ'استغلال سياسي فاضح' للمؤسسة الصحية، مؤكدا أن هناك جهات معينة تستفيد من خدمات المستشفى بشكل حصري ومنظم، خصوصا في سياقات انتخابية سابقة لأوانها.
وأوضح أن عددا من المواطنين لاحظوا كيف يتم تقديم خدمات صحية كاملة لفائدة فئات مرتبطة بأحزاب سياسية معينة، بينما يتم تهميش المواطن العادي وتركه يصارع المرض والإهمال.
ودعا المتحدث السلطات المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة والسلطات المحلية، إلى التدخل العاجل ووضع حد لـ'هذا الوضع غير المقبول'، مؤكدا أن صحة المواطنين لا يجب أن تكون رهينة لحسابات سياسية أو ولاءات حزبية.
وحاولت جريدة العمق المغربي التواصل مع خديجة بعيد، المندوبة بمندوبية الصحة بمنطقة ابن امسيك، غير أن هاتفها ظل خارج التغطية.