اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٩ نيسان ٢٠٢٥
تستعد هيئات إسبانية للتظاهر غدا الأحد بميناء الجزيرة الخضراء، ضد السفينة الدنماركية “NEXOE MAERSK” التي تشير تقارير إعلامية إلى أنها محمّلة بعتاد عسكري أمريكي موجه لدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك بعدما شهد ميناء برشلونة احتجاجات ضد السفينة.
يأتي ذلك تزامنا مع دعوات مماثلة للاحتجاج ومقاطعة السفينة المذكورة بالمغرب، والتي تشير تقارير إلى أنها وصلت إلى ميناء الدارالبيضاء، أمس الجمعة، ويُرتقب أن تصل إلى ميناء طنجة غدا الأحد، حيث دعت هيئات دعم فلسطين ومناهضة التطبيع بالمغرب إلى تنظيم مسيرتين حاشدتين أمام مينائي البيضاء وطنجة غدا الأحد، فيما طالبت نقابات من السلطات المغربية بمنع وصول السفينة إلى موانئ المملكة.
وفي التفاصيل، أعلنت حركة 'سبتة يا' انضمامها إلى الاحتجاجات المرتقبة يوم غد الأحد في مدينة الجزيرة الخضراء، مطالبة الحكومة الإسبانية إلى وقف استخدام إسبانيا كممر عبور للأسلحة إلى إسرائيل، حيث أعلنت رفضها مرور السفينة بميناء سبتة.
جاء ذلك بعدما أطلقت منصة 'قادس من أجل فلسطين'، بالتعاون مع عدد من الهيئات المناصرة للقضية الفلسطينية، حملة لمقاطعة السفينة المذكورة والدعوة إلى تنظيم وقفة احتجاجية في الجزيرة الخضراء، يوم غد الأحد على الساعة 12 ظهرًا في ساحة 'باكو دي لوسيا'.
كما نددت حركة 'أديلانتي أندلوسيا' بتحويل ميناء الجزيرة الخضراء إلى منصة لوجستية لنقل الأسلحة نحو إسرائيل، قائلة في بلاغ لها: 'لا يمكن أن تستمر الأندلس في التواطؤ مع الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني'.
وأضافت الحركة ذاتها: 'نطالب الحكومة بالتحرك الفوري وإغلاق موانئنا أمام شحنات الأسلحة المتجهة إلى إسرائيل. لا يمكن لميناء الجزيرة الخضراء أن يكون حلقة إضافية في سلسلة الموت والدمار التي تغذي الاحتلال الإسرائيلي'.
في هذا الصدد، قالت حركة 'سبتة يا' إن وقفة الغد ستكون تحت شعار 'موانئنا ليست للإبادة'، مشيرة إلى أن هدف الوقفة هو الضغط من أجل 'إنهاء عبور الأسلحة إلى إسرائيل عبر ميناء سبتة، منددة بما أسمته 'عار تواطؤ إسبانيا في هذه الإبادة الجماعية المستمرة في غزة'.
في هذا الصدد، أوضح رئيس الحركة، محمد مصطفى، أن حركته لن تتوقف عن مطلبها الأخلاقي برفض عبور الأسلحة المستعملة في الإبادة الجماعية في غزة عبر سبتة، مضيفا: 'على بيدرو سانشيز أن يوقف هذا الأمر فورًا'، مضيفا في تصريح له 'يجب أن تتوقف إسبانيا عن أن تكون معبرًا للأسلحة، ويجب أن نقطع علاقاتنا مع من يرتكبون هذه المجازر'.
في سياق متصل، دعت الحركة ذاتها، سكان سبتة إلى المشاركة في مسيرة دعت إليها منصة 'سبتة مع فلسطين'، والمقررة يوم 25 أبريل، مضيفة في بلاغ لها: 'نطالب بوقف الإبادة الجماعية ونظام الفصل العنصري، واحترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي تعترف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني'.
كما دعت الحركة ذاتها إلى 'الإفراج العاجل عن المساعدات الإنسانية الإسبانية البالغة 100 ألف يورو، التي وعدت بها الحكومة قبل أكثر من عام، بهدف التخفيف من الوضع الإنساني الكارثي الذي يعانيه سكان غزة'، مردفة: 'لا يمكن أن تبقى الالتزامات السياسية رهينة للبيروقراطية واللامبالاة'.
مقاطعة واحتجاجات بالمغرب
وتتواصل دعوات مقاطعة السفينة داخل المغرب، حيث أطلقت نقابات وهيئات مناصرة للقضية الفلسطينية حملة واسعة ضد السفينة 'NEXOE MAERSK'، مطالبة بمنعها من الرسو في الموانئ المغربية، باعتبارها 'مشاركة في دعم آلة الحرب الإسرائيلية'، وفق بياناتها.
ودعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، إلى تنظيم مسيرتين احتجاجيتين أمام ميناءي الدار البيضاء وطنجة يوم الأحد 20 أبريل، رفضًا لما وصفته بـ'رسو سفن الإبادة الجماعية'.
وفي السياق ذاته، وجهت نقابات عمالية دعوات صريحة إلى عمال ومستخدمي الموانئ المغربية لمقاطعة السفينة وعدم تقديم أي خدمات لوجستية لها، من تفريغ أو تموين أو قطر أو شحن، محمّلة السلطات العمومية المسؤولية عن 'سماحها المحتمل' بدخول سفينة 'متورطة في نقل عتاد عسكري إلى الكيان الصهيوني'.
وأكد الاتحاد النقابي لعمال الموانئ ورجال البحر المنضوي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، في بلاغ له، أن شحنات السفينة 'تشمل قطع غيار لطائرات F-35 وأسلحة فتاكة وإمدادات عسكرية أمريكية فتاكة موجهة للكيان الصهيوني'، معتبرا أن من يتعاون مع السفينة 'يساهم بشكل غير مباشر في حرب الإبادة الجارية ضد الشعب الفلسطيني'.
ووجه الاتحاد نداء إلى كافة العاملين بميناء الدار البيضاء، من عمال ومستخدمين وأطر ومتدخلين، من أجل مقاطعة السفينة، مطالبا السلطات العمومية بـ'تحمل مسؤولياتها بعدم الترخيص لهذه السفينة أو مثيلاتها التي تساعد على تدفق الأسلحة للكيان الصهيوني، بالرسو بأرصفة ميناء الدار البيضاء أو ميناء طنجة المتوسط'.
وشددت النقابة على ضرورة قيام كافة عمال ومستخدمي وأطر الشركات العاملة والمتدخلين بميناء الدار البيضاء بمقاطعة سفينة 'NEXOE MAERSK' باعتبارها تقوم بـ'نقل شحنة من العتاد العسكري إلى ميناء حيفا بفلسطين المحتلة الموجه إلى الاحتلال الإسرائيلي المتوحش'.
من جانبه، وجه المكتب الجهوي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بجهة الدار البيضاء نداء إلى كافة العاملين بميناء الدار البيضاء من عمال ومستخدمين وأطر ومتدخلين، إلى عدم التعامل مع هذه السفينة بأي شكل من الأشكال، سواء في مهام التفريغ أو التزود أو التموين أو الشحن أو القطر أو أي خدمات لوجستية أخرى مرتبطة بها.
وحملت النقابة في بلاغ لها، تتوفر جريدة 'العمق' على نسخة منه، السلطات العمومية كامل المسؤولية إزاء السماح بدخول سفينة عسكرية إلى الموانئ الوطنية، مطالبة بمنع رسوّها 'حماية لسمعة بلدنا ومواقفه الثابتة من القضية الفلسطينية'.
وأعلنت 'انخراطها الكامل في الحملة العمالية الدولية الرامية إلى مقاطعة السفن المتورطة في دعم آلة الحرب الإسرائيلية'، معتبرة ذلك 'واجبا إنسانيا ونضاليا لا يقبل التردد'، مشددة على أن 'مقاطعة هذه السفينة ليست فقط موقفا مهنيا شريفا، بل هي صرخة في وجه الظلم، وإعلان وفاء لدماء الأبرياء في فلسطين'.
'NEXOE MAERSK' توضح
وفي خضم الجدل المتصاعد بشأن رسو السفينة الدنماركية 'NEXOE MAERSK' في مينائي الدار البيضاء وميناء طنجة، نفت شركة Maersk الاتهامات المتداولة بشأن نقل شحنات عسكرية إلى إسرائيل، معتبرة أن تلك المعلومات 'غير دقيقة' و'مبنية على افتراضات لا أساس لها من الصحة'، وفقا لبيان توضيحي أصدرته الشركة، تتوفر 'العمق' على نسخة منه.
وجاء هذا التوضيح ردا على تقارير إعلامية، من بينها تقرير لمنصة 'Declassified UK'، اتهمت فيه سفينتي Maersk Detroit وNexoe Maersk بنقل قطع غيار لطائرات F-35 إلى إسرائيل لصالح وزارة الدفاع الإسرائيلية، حيث اعتبرت الشركة أن تلك المزاعم عارية من الصحة، مشيرة إلى أن الشحنات المعنية موجهة إلى دول مشاركة أخرى في برنامج الطائرة F-35 ضمن إطار التعاون الأمني الدولي، وليس إلى إسرائيل تحديدا.
وأوضحت Maersk أن سفنها العاملة ضمن البرنامج اللوجستي التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، تُشغَّل عبر شركتها التابعة Maersk Line Limited (MLL)، التي تعمل تحت العلم الأمريكي، ووفقا لضوابط قانونية صارمة تشمل الحصول على موافقات حكومية مسبقة عند نقل أية مواد مصنفة أو حساسة، مؤكدة أنها لم تنقل أي أسلحة أو ذخائر إلى مناطق النزاع.
كما شددت الشركة على أن سياستها في هذا المجال تستند إلى المعايير الدولية للسلوك المسؤول في الأعمال التجارية، بما في ذلك الميثاق العالمي للأمم المتحدة والمبادئ التوجيهية لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، وأنها تلتزم بـ'أعلى درجات الشفافية والامتثال' في عملياتها، خصوصًا في المناطق الحساسة مثل الشرق الأوسط.
وأعربت Maersk عن أسفها العميق للتصعيد الإنساني في بعض مناطق النزاع، مؤكدة على ضرورة التوصل إلى حلول سلمية تحفظ الأرواح وتراعي القانون الدولي الإنساني، وموضحة أنها تُجري مراجعات منتظمة لإجراءات الامتثال الخاصة بها في المناطق المتأثرة بالنزاعات.
وفي ختام بيانها، أشارت الشركة إلى أنها رصدت في الآونة الأخيرة محاولات 'مغرضة' للنيل من سمعتها من خلال معلومات مغلوطة أو خارج سياقها، إلى جانب تحركات احتجاجية غير منضبطة طالت منشآتها وموظفيها. ورغم ذلك، أكدت Maersk تمسّكها بثوابتها كمزود خدمات لوجستية عالمي ملتزم بالحياد والمسؤولية واحترام حقوق الإنسان في جميع الظروف، وفق تعبيرها.