انخفاض أسعار البصل وارتفاع في ثمن الطماطم بأسواق البيضاء مع اقتراب عيد الأضحى

مع اقتراب عيد الأضحى، الذي يشهد هذه السنة طابعا استثنائيا بعد القرار الملكي القاضي بإلغاء شعيرة النحر حفاظا على القطيع الوطني، تشهد أسواق الخضر والفواكه بمدينة الدار البيضاء تباينا لافتا في الأسعار، أبرزها الانخفاض الملحوظ في ثمن البصل مقابل ارتفاع أسعار الطماطم.

وحسب تصريحات مهنيين في القطاع، فقد انخفضت أسعار البصل بشكل لافت، إذ تتراوح حاليا ما بين 1.5 و2.5 درهم للكيلوغرام، وهو انخفاض رحب به المواطنون الذين اعتادوا على ارتفاع أثمان هذه المادة الأساسية، خاصة خلال المواسم الفلاحية المتقلبة أو المناسبات الدينية الكبرى.

ويعزى هذا التراجع، وفقا للمهنيين، إلى وفرة الإنتاج خلال الموسم الحالي، وتحسن الظروف المناخية، بالإضافة إلى تراجع الطلب المعتاد على بعض المنتجات الفلاحية مع إلغاء أضحية العيد، ما أثر على منظومة الاستهلاك التقليدية لدى الأسر المغربية.

في المقابل، تعرف أسعار الطماطم ارتفاعا ملحوظا هذه الأيام، وهو ما أرجعه الفاعلون في السوق إلى التذبذب في التزود، وتراجع العرض في بعض الضيعات الفلاحية نتيجة تقلبات الطقس.

في تصريحه لجريدة 'العمق'، قال عبد الكبير معايدن، الكاتب العام لجمعية سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، إن سوق الجملة بالدار البيضاء يشهد خلال الأيام القليلة التي تسبق عيد الأضحى المبارك دينامية خاصة، حيث يتم استقبال كميات كبيرة ومنوعة من الخضر والفواكه لتلبية الطلب المتزايد من طرف المواطنين استعدادا لهذه المناسبة الدينية المهمة.

وأشار معايدن إلى أن هناك إقبالا ملحوظا على عدد من المواد الغذائية الأساسية التي تدخل ضمن العادات والتقاليد المغربية خلال عيد الأضحى، وعلى رأسها البصل، الذي يعتبر مكونا رئيسيا في تحضير عدد من الأطباق التقليدية المرتبطة بهذه المناسبة.

وأضاف الكاتب العام لجمعية سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء أن هذا النوع من الخضر يعرف وفرة في العرض خلال هذه الفترة، الأمر الذي ساهم في استقرار أسعاره عند مستويات معقولة تراوحت ما بين درهم ونصف ودرهمين ونصف للكيلوغرام، بعد أن شهدت هذه الأسعار ارتفاعا ملحوظا خلال الأسابيع الماضية، حيث كانت تتراوح بين 5 و10 دراهم للكيلوغرام.

وأكد المتحدث ذاته أن البصل أصبح جزءا من الثقافة الغذائية الخاصة بعيد الأضحى في المغرب، مشيرا إلى أن توفره بكميات كافية في السوق يعد أمرا حيويا لتفادي المضاربات وارتفاع الأسعار. وحذر من احتمال تسجيل ارتفاع في ثمن البصل خلال الأيام القادمة مع اقتراب موعد العيد، نتيجة تزايد الطلب من جهة، وتراجع الكميات المعروضة من جهة أخرى.

وفيما يخص الطماطم، أوضح عبد الكبير معايدن أن هذه المادة الحيوية عرفت بدورها ارتفاعا ملموسا في الأسعار خلال الأسبوع الجاري، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد في سوق الجملة حوالي 10 دراهم.

وعلل المهني هذا الارتفاع بقلة الإنتاج المحلي في هذه الفترة، بالإضافة إلى الضغط الكبير الناتج عن عمليات التصدير نحو الخارج، خاصة من بعض المناطق المزودة الرئيسية كسوس، التي تعتبر المزود الأول للأسواق الداخلية.

وختم معايدن تصريحه بالتأكيد على أن جمعية سوق الجملة بالدار البيضاء تتابع الوضع عن كثب بالتنسيق مع باقي المتدخلين من سلطات محلية ومهنيين، بهدف الحفاظ على استقرار السوق وضمان وفرة المواد الأساسية بأسعار مناسبة للمستهلك المغربي، خاصة خلال المناسبات الدينية التي تشهد عادة ارتفاعاً في الطلب.