اخبار المغرب
موقع كل يوم -لو سيت اينفو عربي
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
يواجه محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والاتصال، هجمة شرسة، بعدما قرر تنقية مجال الصحافة والنشر من عدة شوائب ومشاكل، عصفت بمستقبل المهنة والمهنيين وجعلت المجال يدخل غرفة الإنعاش، في انتظار من يخلص مهنة صاحبة الجلالة من هذا المرض اللعين الذي نخر الجسد وأصابه في مقتل.
ولأنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فإن الوزير المهدي بنسعيد مشكور على شجاعته وصلابته، لخوضه معركة مواجهة الحيتان التي تعتبر مجال الصحافة حكرا لها وضيعة للاغتناء من ورائه، فالوزير برؤيته وفلسفته المبنية على الحوار والتواصل قرر ركوب أمواج إصلاح قانون التنظيم الذاتي للمهنة، الذي ظل لسنوات مجمدا رغم مرور العديد من الوزراء على هذا القطاع الحساس.
وما يحسب للوزير بنسعيد أيضا هو جرأته على فتح هذا الملف الحساس أمام الملأ، بدل دراسته وراء أبواب مغلقة أو في مجالس سرية بعيدا عن الصحافيين والصحافيات ورجال الإعلام وعن من يدعون دفاعهم عن هذه المهنة.
وبخلاف العهود السابقة فقد تميزت مرحلة المهدي بنسعيد بقرارات سديدة أسهمت بشكل كبير في النهوض بقطاع الصحافة بالمغرب، كما أشرك المهنيين في صياغة مشروع القانون التنظيمي للمجلس الوطني للصحافة، بعيدا عن الولاء لأي جهة كيقما كانت، وهذا ما أغضب جهات ظلت لسنوات طويلة تعيث فسادا في المهنة وتكتنس الأموال، ضاربة بعرض الحائط حقوق الصحافيين والإعلاميين.
فالوزير أوضح في مرات عديدة أنه 'لا توجد أي نية معينة وراء إعداد مشروع القانون المتعلق بالمجلس الوطني للصحافة، حيث يتم الاشتغال على التأسيس لتجربة ثانية لهذه الهيئة، بعد تجربتها الأولى التي عرفت إيجابيات وسلبيات”.
الوزير لم يساوم ولم يتجاوز القوانين بل ظل دائما حاملا لرؤية شمولية تسعى إلى تحقيق التوازن في المجال الصحافي، عن طريق تنظيم المهنة ومنحها استقلالية، إضافة إلى منحها المسؤولية التنظيمية، وهذا إن دل عن شيء فإما يدل على وجود إرادة قوية لدى الوزير المهدي بنسعيد، لمحاربة الريع المستشري في هذا المجال.
الرجل وخلافا لما يتم الترويج له في العديد من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي على أنه يسعى إلى التحكم في المهنة والقضاء على الصحافة الجادة إلى أنه واجه الجميع ولم يتملص من مسؤوليته وقرر ركوب سفينة الإصلاح متمسكا بروح الدستور، نافيا أن يكون سعيه يتمثل في تكميم أفواه الصحافيين عن التعبير ومحاربة الصحافة الجادة، ولهذا كان كلامه واضحا عندما قال في هذا الصدد 'مخطئ من يعتقد أنه يمكن إغلاق أفواه الناس، لأن من الصعب في الأساس إرغام الصحافي على السكوت أو الحديث”.
وما يحسب للوزير أيضا هو دفاعه الكبير عن مشروع القانون المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافي علنا وأمام جميع الجهات بمختلف إيديولوجياتها، بعيدا عن خطاب الإقصاء والأستاذية الذي كانت تتبناه جهات سابقة وتستفرد به.
ولأن ضريبة الإصلاح ليست سهلة، وقد تكلف المصلح الشيء الكثير، فإننا نهمس في أذن بنسعيد ونقول له 'لا تكترث للأصوات التي تحاول ثنيك عن أهدافك، فالكل ينتظر لحظة محاربة الريع والمفسدين وإخراج مجال الصحافة من الإرتجال والعشوائية التي عاشها لسنوات حتى أصبح من هب ودب ينتحل صفة الصحافي ويشوه سمعة صاحبة الجلالة، التي تقدس في دول أخرى ويضرب لها ألف حساب، إلا في المغرب'.
إذا الخلاصة بنسعيد يقود مسار الإصلاح، ويستحق الإعتراف بالمجهودات التي قدمها للمجال منذ توليه حقيبة وزير الشباب والثقافة والإتصال.
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية