اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٦ حزيران ٢٠٢٥
كشف المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بمكافحة كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا)، ميغيل أنخيل موراتينوس، أن المنظمة الدولية تعمل على تطوير خطة شاملة للتصدي لمعاداة المسلمين المتصاعدة عالميا، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة معالجة سوء الفهم العميق للإسلام في العالم الغربي.
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، شدد موراتينوس، الذي عُين في ماي الماضي بناء على قرار للجمعية العامة لعام 2024، على أن الأمم المتحدة هي 'المنبر الأمثل لمكافحة أي شكل من أشكال التمييز'، وأن المجتمع الدولي أدرك الحاجة المُلحة 'لاستئصال هذا الشعور بعدم التسامح وعدم القبول' تجاه الجالية المسلمة التي تُعد ثاني أكبر تجمع سكاني في العالم.
وأوضح المبعوث أن 'خطة الأمم المتحدة لمكافحة الإسلاموفوبيا' قيد التطوير ستحدد أولويات دقيقة 'لكبح جماح تصاعد الكراهية ضد الإسلام والمسلمين التي تنتشر في شتى بقاع العالم'. وأشار إلى أن صياغة هذه الخطة ستتم بالتعاون والتفاوض مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، وفي مقدمتهم منظمة التعاون الإسلامي والدول العربية والإسلامية الكبرى التي تمتلك خبرة في هذا المجال.
وأكد موراتينوس على وجود حاجة ماسة لمعالجة التصورات الخاطئة حول الإسلام، خاصة في العالم الغربي. وقال: 'يلاحظ أن الإسلام لم يُفهم حق الفهم في العالم الغربي، وبشكل خاص في أوروبا، بينما في الولايات المتحدة الوضع أفضل قليلا، إلا أنه لا يزال ضئيلا'.
لمواجهة هذا التحدي، دعا المبعوث الأممي إلى 'الارتكاز على التعليم' باعتباره بعدا أساسيا في استراتيجيته. وأشار إلى ضرورة وضع 'برامج مخصصة لتوضيح ماهية الإسلام وجوهر القرآن الكريم'، معتبرا أن الكثيرين 'يتحدثون عن الإسلام والقرآن، ويزعمون الخبرة فيهما، دون أن يكونوا قد قرأوا القرآن مطلقا، ومن ثم يجهلون محتواه'. وأضاف أن 'الشرح والتعليم وإزالة سوء الفهم' سيمهدان الطريق لـ 'علاقة أفضل' بين المجتمعات.
وإلى جانب البعد التعليمي، شدد موراتينوس على أهمية 'الاحترام' وضرورة أن تكون الأمم المتحدة والدول الأعضاء 'حازمين وقويين للغاية في إدانة أي عمل عدائي، أو انتهاك، أو هجوم ضد المسلمين أو ممتلكاتهم الإسلامية، أو مواقعهم المقدسة، أو كتبهم المقدسة'. كما أشار إلى الحاجة إلى 'تقديم عناصر معينة ضمن الأنظمة القانونية للعالم الغربي' لتعزيز الحماية القانونية للمسلمين ومكافحة الإسلاموفوبيا بفعالية أكبر، مستشهدا بإصلاحات قامت بها دول أوروبية مثل السويد والدنمارك.
ويجمع موراتينوس في منصبه الجديد بين مكافحة الإسلاموفوبيا ومهمته الأوسع كممثل سامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، وهو دور قال إنه يعزز جهود المنظمة في ردم الفجوات بين الثقافات والأديان. واعتبر تعيينه 'لحظة بالغة الأهمية' تعكس التزام الأمم المتحدة بمواجهة هذا التمييز، مشيرا إلى أن الدعم الدولي الواسع الذي حظي به هذا التعيين، بتصويت جميع الدول الأعضاء، سيسهم في تحقيق ولايته بنجاح.