اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٦ نيسان ٢٠٢٥
وسط النجاح اللافت الذي تحققه قطاعات التوت الأزرق والأفوكادو في المغرب، يعيش قطاع الفراولة أزمة تهدد استمراريته، عشاركي عبد السلام، مدير الفيدرالية البيمهنية المغربية للفواكه الحمراء (Interproberries Morocco)، لم يخف تشاؤمه قائلا، 'أنا متشائم جداا بشأن مستقبل قطاع الفراولة في المغرب، رغم أنه جزء من إرثنا'.
وحسب ما أكده موقع 'FreshPlaza' فإن الأرقام تؤكد هذا الانحدار، حيث تراجعت المساحة المزروعة بالفراولة من 3700 هكتار سنة 2022 إلى 2300 هكتار مرتقبة في 2025، فيما أوضح عشاركي أن الانخفاض متواصل موسما بعد آخر، محذرا من صعوبة تحقيق الهدف المسطر مع وزارة الفلاحة، والمتمثل في بلوغ 4000 هكتار بحلول 2030.
ويعود هذا التراجع، حسب عشاركي، إلى عدة عوامل، أبرزها تراجع ربحية الفراولة مقارنة بمحاصيل أخرى أكثر جذبا مثل التوت الأحمر والتوت الأزرق والأفوكادو، كما أن المنافسة الدولية، خاصة من مصر، تشكل ضغطا إضافيا، إذ أن الفراولة المغربية أغلى بنسبة 10% إلى 15% من نظيرتها المصرية، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج المحلي.
وأوضح عشاركي أن الاستراتيجية المصرية القائمة على تقليص التكاليف وجذب العملة الصعبة غير مستدامة على المدى الطويل، لكنه أقر بأن تأثيرها الحالي دفع المزارعين المغاربة إلى التوجه نحو محاصيل ذات قيمة مضافة أكبر.
ومن التحديات الأخرى التي تواجه المنتجين المغاربة قصر موسم تصدير الفراولة الطازجة الذي ينتهي في 31 مارس من كل عام، وبعد هذا التاريخ، تفرض رسوم جمركية على الصادرات المغربية إلى أوروبا، ما يدفع المصدرين إلى التحول نحو تصدير الفراولة المجمدة. 'نافذتنا الزمنية ضيقة جدا لتسويق الفراولة الطازجة في أوروبا'، يقول عشاركي.
وعلى مستوى الإنتاج، يعاني المزارعون من تدهور جودة الشتلات المعتمدة، وهي مستوردة بنسبة 97% من إسبانيا، ما يزيد من صعوبة التجديد الزراعي، كما أن القطاع يواجه أزمة عمالة، مع تراجع الإقبال على العمل في جني الفراولة مقارنة بقطاعات فلاحية أخرى أقل تطلبا من حيث الجهد.
رغم هذه التحديات، لا يزال قطاع الفراولة صامدا بفضل المزارع العائلية، التي تمثل 75% من المساحات المزروعة، ويضيف عشاركي أن تراجع الإنتاج العام يسمح لهذه المزارع بتحقيق أسعار أفضل أحيانا، خصوصا في ظل ارتفاع التكاليف الإنتاجية بمصر أو تأثر المحاصيل الإسبانية بالظروف المناخية.
ويختم عشاركي قائلاً: 'لا نعرف حتى الآن كيف ننقذ قطاع الفراولة. في المقابل، تحقق قطاعات أخرى مثل التوت الأزرق نتائج مذهلة، حيث يتم تصديره إلى 56 دولة مع شروط تجارية ملائمة، إضافة إلى اقتراب فتح أسواق كبرى مثل الصين واليابان، ربما من الطبيعي أن قطاع الفراولة لم يعد قادرا على مجاراة هذا النجاح'.