اخبار المغرب
موقع كل يوم -زنقة ٢٠
نشر بتاريخ: ١ أيار ٢٠٢٥
زنقة 20 ا الرباط
على غير ما جرت به العادة في مثل هذا اليوم من كل سنة، خيّم الهدوء على ساحة الاحتجاجات العمالية بالعاصمة الرباط، حيث بدت منصات النقابات شبه خالية إلى حدود الساعة العاشرة صباحاً، ولم يظهر في الأفق سوى عدد محدود من عمال النظافة وباقي المنتسبين لقطاع الأجراء، يرفعون شعارات خافتة تعكس حالة من الإحباط أكثر من كونها تعبئة نقابية.
هذا المشهد، الذي لا يشبه احتفالات فاتح ماي التي اعتادها الشارع المغربي، يطرح علامات استفهام حول الحضور الباهت للنقابات في المشهد الاجتماعي، وحول ما إذا كانت هذه الأخيرة قد بدأت تفقد بريقها، أم أن الغالبية العظمى من الشغيلة باتت تجد في الإجراءات الحكومية الأخيرة ما يلبي تطلعاتها، خاصة في ما يتعلق بتحسين الدخل والزيادة في الأجور.
ويرى متابعون أن هذا الفتور يعكس تحولا في العلاقة بين النقابات وقواعدها، حيث لم تعد الدعوات إلى المسيرات تجد نفس الصدى، في ظل حوار اجتماعي أكثر هدوءاً ونتائج ملموسة نسبياً على مستوى الرفع من الأجور الدنيا، والاتجها في إصلاح منظومة التقاعد، وتنظيم العمل في القطاعات غير المهيكلة.
غير أن هذا الغياب اللافت قد يفسّر أيضاً بتراجع الثقة في قدرة النقابات على التأثير، في وقت بات فيه العديد من المواطنين يفضلون انتظار ما ستسفر عنه السياسات الحكومية بشكل مباشر، عوض الركون إلى الأشكال التقليدية للاحتجاج.
وفي غياب أي حضور قوي على الأرض، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مستقبل العمل النقابي في المغرب، وما إذا كانت المركزيات قادرة على تجديد خطابها وآلياتها لمواكبة تحولات المرحلة، أم أنها ستواصل التراجع أمام زخم المبادرات الحكومية.