اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٣ أب ٢٠٢٥
تشهد مقاطعة سيدي بليوط بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء جدلا واسعا بسبب ما آلت إليه أوضاع عدد من ملاعب القرب، التي كان من المفترض أن تشكل فضاءات رياضية وترفيهية للشباب، لكنها تحولت اليوم إلى مرافق شبه مهجورة تعاني من الإهمال وتردي البنية التحتية.
ورغم أن هذه الملاعب كلفت ميزانية مهمة لإنجازها أو إصلاحها، إلا أن غياب الصيانة الدورية والمتابعة الميدانية جعلها عرضة للتدهور السريع، مما قلص من دورها في احتضان الأنشطة الرياضية وتوفير متنفس آمن لشباب المنطقة.
ويعد ملعب الخصاص أحد أبرز الأمثلة على هذه الوضعية، حيث يؤكد عدد من ساكنة المنطقة أن المرفق الرياضي، الذي استفاد في السابق من أشغال تهيئة وإصلاح، يعيش حاليا حالة من التهميش، سواء على مستوى تجهيزاته أو أرضيته التي أصبحت غير صالحة لممارسة الرياضة.
كما يشير عدد من الفاعلين الجمعويين والسياسيين بالمنطقة إلى أن تراجع أداء ملاعب القرب انعكس سلبا على الأنشطة الرياضية والثقافية، وحرم عددا من الجمعيات من فضاءات كانت تعتمد عليها في تنظيم دوريات وتظاهرات للشباب.
في ظل تزايد الانتقادات، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل عاجل من المجلس الجماعي والسلطات المحلية، لإعادة الاعتبار لهذه الفضاءات الرياضية وضمان استفادة شباب المنطقة منها بالشكل المطلوب، خاصة وأنها تعتبر من أهم الوسائل لمحاربة الهدر المدرسي والانحراف، وتشجيع ممارسة الرياضة في بيئة سليمة.
وقال سعيد الصبيطي، عضو مجلس مقاطعة سيدي بليوط، إن ملعب الخصاص يعد واحدا من بين المرافق الرياضية التي خصصت لها المقاطعة ميزانية مهمة، إلا أنه ما زال، حسب تعبيره، يعيش حالة من الإهمال الواضح من قبل المسؤولين المحليين، وفي مقدمتهم رئيسة المقاطعة، كنزة الشرايبي.
وأوضح الصبيطي، في تصريح لجريدة العمق المغربي، أن ما يزيد من خطورة الوضع هو أن مقاطعة سيدي بليوط تفتقر أساسا إلى ملاعب القرب، ما يجعل هذه المرافق القليلة المتوفرة ذات قيمة خاصة لسكان المنطقة.
وأضاف أن من واجب المجلس المحلي السهر على صيانتها وتأهيلها، إلا أن الواقع، وفق رأيه، يعكس ضعفاً في التدبير واستمرارا لنهج الإهمال الذي يطغى على إدارة الشأن المحلي.
وأشار المتحدث إلى أن رئيسة المقاطعة نفسها أقرت في وقت سابق، وبصريح العبارة، بأنها قدمت دعما ماديا ومعنويا لهذا المرفق العمومي، لكن دون أن ينعكس ذلك على أرض الواقع.
ويرى الصبيطي أن هذا التصريح بحد ذاته يعد دليلا ملموسا على غياب المتابعة الجادة والتسيير الفعال، ما يساهم في تراجع جودة الخدمات المقدمة لساكنة المنطقة.
وشدد الصبيطي على أن المرافق العمومية بمقاطعة سيدي بليوط تعاني من ما وصفه بـ'تشابك الأمور وتعقيد المساطر'، وهو ما ينعكس سلبا على حسن استغلالها.
ودعا في هذا السياق رئيسة المقاطعة إلى فتح قنوات تواصل حقيقية مع باقي أعضاء المجلس، واعتماد مقاربة تشاركية في اتخاذ القرارات، حتى يتمكنوا من الوقوف على الوضعية الحقيقية لهذه المرافق ووضع خطط عملية لإصلاحها وضمان استمرارية خدماتها.
وختم العضو الجماعي تصريحاته بالتأكيد على أن سكان سيدي بليوط يستحقون فضاءات رياضية آمنة وذات جودة، وأن تحقيق ذلك يتطلب إرادة سياسية وإدارة مسؤولة، بعيدا عن الحسابات الضيقة أو الخلافات السياسية التي قد تعرقل مسار التنمية المحلية.