اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٣٠ نيسان ٢٠٢٥
بعثت التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدها المغرب الأمل في نفوس مربي النحل، بعد أن أزهرت المراعي وتوفّر الغذاء لخلايا النحل، ما قلّل من نفوقها، ورفع الإنتاج، وخفّف من تكاليف النحالين.
وقد مرّ قطاع تربية النحل خلال السنوات الأخيرة بعدة نكسات، وتعرض النحالون لخسائر كبيرة، بسبب توالي سنوات الجفاف، فضلًا عن انتشار الأمراض والطفيليات التي أضرّت بالخلايا، بالإضافة إلى الأثر البالغ للغش في العسل على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للنحالين.
وفي تصريح لجريدة 'العمق'، قالت خديجة الهاني، رئيسة التعاونية النسائية 'النحلة الحمراء'، إن التساقطات الأخيرة كان لها أثر إيجابي واضح على مربي النحل في المغرب، 'نظرا للعلاقة الوطيدة بين النحلة والزهرة'، باعتبار الزهرة مصدر الغذاء الأساسي للنحل.
وأوضحت الهاني، القادمة من مدينة بنسليمان للمشاركة في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، أن هذه الأمطار الأخيرة أنعشت القطاع وأعادت الأمل للنحالين بعد يأس سببه توالي مواسم الجفاف.
وأضافت أن بفضل هذه التساقطات، بات النحل يجد اليوم مراعي وفيرة، ما يسمح بتكاثره. وقالت: 'هذا عام نحل بامتياز وعام إنتاج'، قبل أن تستدرك: 'طبعًا، إذا كان النحال محترفًا وأعدّ نحله جيدًا لهذا المرعى، فإن أثر الإزهار سينعكس مباشرة على الخلايا. ينبغي أن يكون النحال مستعدًا ومتيقظًا دائمًا'.
من جهته، عبّر محمد العزوزي، ممثل تعاونية 'بلوطة' لتربية النحل وإنتاج العسل بإقليم وزان، عن تفاؤله بالتساقطات الأخيرة، مشيرًا إلى أن منطقته معروفة بإنتاج عسل 'مرونة' النادر، إضافة إلى عسل الخروب والأعشاب.
وأضاف العزوزي: 'في ظل الجفاف وقلة التساقطات، نعاني كثيرًا، لأن النحل لا يجد المرعى المناسب، ما يؤدي إلى نفوق عدد من الخلايا، ويجبرنا على بذل مجهود مضاعف لنقل الخلايا إلى المراعي حيثما وُجدت'، لكن الأمطار الأخيرة، حسب قوله، 'أفرحت النحالين ووفرت المراعي'.
وتحدث ممثل تعاونية 'بلوطة' عن إزهار أشجار البرتقال، والأوكالبتوس، و'مرونة'، والخروب، إلى جانب ظهور أزهار 'العصفور'، والبابونج، والزعتر، وغيرها من النباتات.
أما الحافظ الأزعر، مسير تعاونية 'واحات الصحراء' بجهة كلميم وادنون، فأكد أن التساقطات الأخيرة أنقذت النحالين من وضع صعب فرضه الجفاف، الذي تسبب في نفوق بعض الخلايا. وأشار إلى أن نباتات 'الدغموس'، و'الفرنان'، ومجموعة من الأعشاب الصحراوية تشكّل الغطاء النباتي السائد في المنطقة.
وأضاف أن هذه التساقطات ساهمت في ارتفاع عدد الخلايا، 'وهو ما يعوض بعض الخسائر التي تكبدناها سابقًا'، كما مكّنت النحالين من تقليص التكاليف، إذ أعفتهم من كثرة التنقل بين المراعي. وقال: 'عندما تعرف منطقة ما تساقطات جيدة، يمكننا الاستقرار فيها لفترة طويلة'.