اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٦ نيسان ٢٠٢٥
كشف منتدى فورساتين عن عملية نوعية تمثلت في هروب ثلاثة عناصر من ميليشيات البوليساريو نحو الأراضي المغربية عبر منطقة أم دريكة، وهم يرتدون الزي العسكري ويرفعون شارة السلام. وأوضح المنتدى أن المنشقين خططوا للعملية بسرية تامة، مما يعكس تزايد حالة التذمر في صفوف مقاتلي الجبهة وسط ادعاءات كاذبة عن الحرب، وفق ما أفاد به المنتدى.
وأشار المصدر ذاته إلى أن المئات من مجندي البوليساريو مستعدون للفرار متى سنحت الفرصة، ما يكشف هشاشة البنية العسكرية للجبهة وتراجع الولاء داخلها. واعتبر أن هذه العملية رسالة قوية تفضح أزمة الثقة داخل المخيمات، حيث يتوق الكثير من الشباب للحرية والعودة الآمنة إلى الوطن.
تفكك الجبهة
وحول دلالة العملية، قال الخبير في العلاقات الدولية، أحمد نورالدين، إن هروب ثلاثة عناصر من الميليشيات الانفصالية بزيهم وسلاحهم وعودتهم إلى أرض الوطن يحمل عدة دلالات. وأولها تأكيد لتفكك وتشرذم وانهيار المشروع الانفصالي الذي دخل في الموت السريري منذ سنوات، وتمّ دفنه مع الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ثم الاعتراف الفرنسي من بين دول أخرى لها وزنها ومكانتها في النظام العالمي.
وثانيا، يضيف المتحدث في تصريح لجريدة 'العمق'، فالهروب مؤشر قوي على حالة التذمر النفسي واليأس الذي وصلت إليه عناصر الميليشيات الانفصالية في تندوف. أما الدلالة الثالثة، فتتمثل في كون الهروب مؤشرا على الأوضاع الكارثية التي تعيش فيها ساكنة المخيمات والتي أدت إلى حالة العصيان والتمرد في صفوف المليشيات ضدّ 'ابن بطوش' في إشارة إلى زعيم التنظيم الانفصالي وقيادة الجبهة الانفصالية عموما.
وأشار إلى أن الهروب هو استنكار للقتل الذي يتعرض له شبان المخيمات من طرف الجيش الجزائري كما تظهره التسجيلات والصور القادمة من المخيمات دون أن تحرك الجبهة الانفصالية ساكنا. كما يشكل استفتاء عمليا ميدانيا على رغبة ساكنة المخيمات في الالتحاق بأرض الوطن والخلاص من السجن الجماعي في مخيمات الرّابوني بالجزائر.
وأكد نورالدين أن الرسالة السادسة التي يكشف عنها هروب عناصر الميليشيات بسلاحهم ونجاح 'الدّرونات' المغربية في ضرب السيارات التي كانت تلاحقهم شرق الجدار، دليل على تنسيق أمنى مسبق بين المخابرات المغربية والعناصر المنشقة عن الجبهة، وهذا يشكل اختراقا أمنيا كبيرا حققه المغرب داخل الجبهة الانفصالية وخلف خطوط الجيش الجزائري. فضلا عن كون ذلك يشكل كنزا استخباراتيا لتشخيص الوضع بدقة في المخيمات وداخل تنظيم الميليشيات، لتوجيه الضربة القاضية للدولة الحاضنة للمشروع الانفصالي، والطي النهائي للنزاع.
كتلة نار
من جانبه أوضح عبد الفتاح فاتيحي، رئيس مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن عملية فرار عناصر عسكرية من جبهة البوليساريو يعكس تراجعا في التأييد والولاء العسكري لقيادة جبهة البوليساريو والجزائر. وقال إن هذا هو غيض من فيض مما قد تشهده ميلشيا البوليساريو في انهيار منظومتها العسكرية المتآكلة. وهو ما يعتبر قفزا من قارب البوليساريو الذي يقترب من الغرق في وحل التوظيف الجزائري لخوض حرب بالوكالة ضد الوحدة التربية للمملكة المغربية.
وقال فاتيحي في تصريح لجريدة 'العمق' إن فرار عناصر مقاتلة من تنظيم البوليساريو يكشف تراجعا في البنية التنظيمية لميلشيا البوليساريو. كما أن ذلك تمرد على التعليمات العسكرية لمليشيا الجبهة لعدم المشاركة في الأعمال القتالية المعلنة ضد المملكة المغربية.
ولفت المتحدث إلى أن الحادث مؤشر على بداية تسليم مقاتلي التنظيم الانفصالي لأنفسهم إلى القوات المسلحة الملكية أو إلى قوات بعثة المينوورسو بالمنطقة، مؤكدا أن الحادث يترجم سريان قراءة تداعيات الموقف الأمريكي الحازم بشأن تأييد مبادرة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الحل النهائي والوحيد للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء.
وخلص الخبير في الشان الصحراوي إلى أن الحادث سيشجع عددا آخر من المقاتلين على اختيار مسلك النجاة من خلال التمرد ضد قيادتهم العسكرية تمردا جماعيا وهو ما يعني تصاعد الضغط الداخلي على قيادة الرابوني. وقال إن هذا 'الضغط سيواكب من طرف المحتجزين في مخيمات تندوف بمظاهرات الأمر الذي سيحول المخيمات إلى كتلة نار في وجه الجيش الجزائري الذي بدأ في اعتماد ردود فعل قاتلة ضد عناصر من ساكنة المخيمات ممن يتبنون رأيا معارضا للسلوك الجزائري في التعاطي مع مصالح ساكنة المخيمات'.