اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٣١ كانون الثاني ٢٠٢٥
تعد ثنائية ماجدولين الإدريسي وعزيز داداس الأكثر طلبا في الإنتاجات السينمائية المغربية، إذ أصبحت تنافس نفسها في القاعات بأكثر من عمل على مدار العام في السنوات الأخيرة.
وتتمكن أعمال عزيز داداس وماجدولين الإدريسي من الاستمرار لفترة طويلة في المنافسة على شباك تذاكر الإنتاجات السينمائية الأكثر مشاهدة في المغرب، والتي تحتكرها في الغالب الأفلام الكوميدية التجارية.
وفي هذا الصدد، قال الناقد عبد الكريم واكريم، إن موجة من الأفلام الكوميدية التي ظهرت في المغرب مؤخرا وتمكنت من تحقيق إقبال جماهيري كبير لا يحترم أصحابها الحد الأدنى من مقومات العمل السينمائي مع بعض الاستثناءات التي حاولت المزاوجة بين الانتشار الجماهيري ومعايير الفن السينمائي.
وأضاف عبد الكريم واكريم، أن بعض المخرجين استغلوا شهرة ثنائية عزيز داداس ومجدولين الإدريسي في السينما وجرى توظيفهما في أفلام 'قد تكون ذات مضمون حتى لو لم تكن كلها ترقى في اشتغالها الفني لكي توصف بكونها أفلام سينمائية'.
وأوضح الناقد الفني في تصريح لـ'العمق'، أن فيلم 'روتيني' الذي خرج إلى القاعات السينمائية قبل أيام يعد واحدا منهم، إذ أنه يحمل تيمة مهمة لكن باشتغال 'شعبوي' يغازل مايظنه الممثلان ما يطلبه الجمهور الواسع، وفق تعبيره.
وأردف واكريم: 'في فيلم 'روتيني' نتتبع محاميا وزوجته التي ستصبح بالتدريج مؤثرة في مواقع التواصل الإجتماعي لكن بعد شهرتها وبعد انتشار فيديوهاتها تقع في مشاكل تصل بها في الأخير إلى قضايا تُعارض القانون، بعد أن ظنت أنها أصبحت تدر الأموال على أسرتها لتتكبر على زوجها وتَمُنُّ عليه بذلك. قبل أن ينقذها من داخل المحكمة في آخر المطاف رغم افتراقهما بشكل مؤقت'.
واعتبر الناقد الفني، أن كل ذلك تم طرحه بشكل بسيط وشعبي وسطحي، ليظل الثنائي وكأنه يردد نفس التشخيص النمطي ونفس المواقف الكوميدية المستهلكة التي ظنا وهما يكررانها مع الوقت وفي عدة أفلام نالت إقبالا متفاوتا في 'البوكس أوفيس' المغربي أنها نجحت مع نوعية معينة من الجمهور، حسب تعبيره.
وحذر واكريم، من أن القاعدة الجماهيرية التي صنعها الثنائي دادس والإدريسي قد تتعرض للملل قريبا جدا بسبب ما وصفه بـ'شخوصهما النمطية وقفشاتهما المُكرَّرة' إن لم يحاولا تجديد نفسيهما بالعمل مع مخرجين جيدين والاعتماد على سينايوهات حقيقية.
وكشف عزيز داداس، أن 'روتيني' يتناول قصة 'ضيف ثقيل دخل إلى عالمنا يتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت رغم الإيجابيات التي تمنحها للناس تسيء للمجتمع بكل أفراده ولصورة المغرب بسبب الطريقة الخاطئة التي يتم استعمالها بها'، وفق تعبيره.
وأضاف عزيز داداس في تصريح لـ'العمق'، أنه يجسد في الشريط السينمائي الطويل 'روتيني' دور محامي غير راض عن الطريقة التي تستعمل بها زوجته وسائل التواصل الاجتماعي خاصة وأنه مطلع على العديد من الجرائم المتعلقة بها من سب وشتم وتشهير وإخلال بالنظام العام.
وتابع داداس، أنه تقاسم فكرة العمل في البداية مع صديقته ماجدولين الإدريسي التي أعجبت بها وقررت الإشراف على كتابة السيناريو الخاص بها رفقة حكيم قبابي، مشيرا إلى أنهم قاموا بمجهود كبير للوقوف على خبايا عالم 'السوشل ميديا' للتمكن من توعية الناس وإرسال رسائل مفيدة لهم حول كيفية التعامل معها.
من جهتها قالت الفنانة ماجدولين الإدريسي، إنها تجسد في الفيلم دور 'نورة' وهي شخصية متزوجة من المحامي 'عبد الواحد' الذي يجسده داداس، إذ تقوم بمشاركة المشاكل العائلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي المليئة بالسلبيات والإيجابيات في نفس الوقت.
وزادت ماجدولين في تصريح لـ'العمق'، أنها خاضت تجربة كتابة السيناريو رفقة صديقها حكيم قبابي من أجل تسليط الضوء على التأثير الكبير للمنصات الإلكترونية على الجيل الصاعد، لافتة إلى أن علاقتها بداداس أصبحت عائلية بسبب عملهما المتكرر مع بعضهما والوقت الطويل الذي يقضيانه معا، حسب تعبيرها.
من جانبه، اعتبر المخرج لطفي آيت الجاوي، أنه من الجميل أن تكون أفكار الأفلام المغربية قريبة من المواطن وتمس حياته اليومية، مبرزا أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تشكل خطورة على المجتمع، إذ لم تعد الحكومات قادرة على التحكم فيها أو مجابهتها، كما صرح بذلك وزير العدل عبد اللطيف وهبي، وفق تعبيره.
وأشار الجاوي في تصريح لـ'العمق' أن منصات التواصل الاجتماعي 'تدر أموالا طائلة على مستعمليها رغم جهل الناس بمصدرها، ولذلك على الفنانين بمختلف تخصصاتهم أن يتفاعلوا مع الموضوع الذي أصبح سببا في تفكك العديد من الأسر، حسب قوله.
ولفت ذات المتحدث، إلى أنه اختار الكوميديا في العمل لأنها تمرر رسائلها للمجتمع بشكل سلسل، مشيدا بتجربة الإنتاج الخاص في الفيلم وداعيا المنتجين إلى عدم انتظار دعم الدولة والتعاون مع الكتاب والتقنيين المغاربة الذين يتمتعون بمستويات عالية من أجل النهوض بالقطاع.