اخبار المغرب
موقع كل يوم -لو سيت اينفو عربي
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الأول ٢٠٢٥
'إنها مسؤولية الجميع، وفي مقدمتهم أنتم، السادة البرلمانيين، لأنكم تمثلون المواطنين. كما أنها أيضًا مسؤولية الأحزاب السياسية والمنتخبين بمختلف المجالس المنتخبة وعلى جميع المستويات الترابية، إضافةً إلى وسائل الإعلام وفعاليات المجتمع المدني، وكل القوى الحية في الأمة.'
هذا المقتطف من خطاب جلالة الملك في افتتاح البرلمان يحمل في طياته رسائل متعددة ومنبِّهة لكل الجهات، وسيكون له ما بعده كما يأمل الجميع.
أولًا: الحكومة مسؤولة على أكثر من صعيد
تتحمّل الحكومة ومؤسسات الدولة كامل المسؤولية عن الإصلاح والتنمية الاجتماعية في جميع المناطق، بما يضمن استفادة كل المواطنين دون استثناء.
يجب أن يكون العمل جادًّا وشفافًا، مع متابعة دقيقة للنتائج ومحاسبة كل مسؤولٍ عن أي تقصير.
فالمسؤول الحقيقي هو من يلتزم بالصدق والأمانة، ويؤدي القسم الذي أقسمه أمام الملك والشعب بإخلاصٍ ووفاء.
ثانيًا: البرلمانيون – التمثيلية أمانة ورقابة
البرلمانيون هم صوت المواطنين، ومن واجبهم أن يكونوا صادقين معهم وأوفياء لقضاياهم.
عليهم أن يتخذوا قراراتهم بمسؤولية عالية، واضعين مصلحة الوطن والمواطن فوق أي اعتبار.
البرلماني الأمين هو من يخدم بضميرٍ حيّ، ويجعل البرلمان فضاءً للنقاش المسؤول وصناعة الحلول ومراقبة الإنجاز.
ثالثًا: الأحزاب السياسية – محضن بناء المواطنة
الأحزاب السياسية مؤتمنة على ترسيخ قيم الوطنية الصادقة، وصناعة قياداتٍ واعية ومخلصة.
الحزب الجاد هو الذي يُنتج نخبًا تحمل مشروعًا يخدم الناس لا المصالح الضيقة، ويشارك الدولة في الإصلاح والتنمية، ليسهم في بناء مغربٍ متوازن ومتقدم.
رابعًا: المنتخبون – قربٌ يجب أن ينفع
المنتخبون مسؤولون عن تنفيذ السياسات العمومية بعدلٍ وإنصاف، وضمان توزيع المشاريع والموارد بشكلٍ منصف على جميع المناطق.
يجب أن يكونوا في مستوى الثقة التي منحهم إياها المواطنون، فيعملوا بإخلاصٍ وجِدٍّ، ويضعوا الصالح العام فوق كل اعتبار.
المنتخب المخلص هو من يفهم التحديات المحلية ويسعى لحلّها بضميرٍ ومسؤولية.
خامسًا: وسائل الإعلام – الوعي المنتظر
وسائل الإعلام شريكٌ أساسي في الإصلاح والتنمية، لا مجرد ناقلٍ للأخبار.
عليها أن تلتزم بالصدق والمهنية، وأن تُسهم في توعية المواطنين وفهمهم للتحديات الوطنية.
فالإعلام الوطني الحقيقي هو الذي يخدم الحقيقة والمصلحة العامة، ويحافظ على الثقة بين المواطن والدولة.
سادسًا: المجتمع المدني – الوسيط الذي لا يجب أن يتردد
المجتمع المدني هو القوة التي تُحوّل القيم الوطنية إلى عملٍ ملموس.
يجب أن يتحلّى أفراده بالأمانة والصدق في خدمة الناس، وأن يكونوا قريبين من نبض المجتمع ومشاكله.
وحين يكون المجتمع المدني واعيًا ومخلصًا، يصبح قوةً حقيقية في نهضة الوطن وتقدّمه.
سابعًا: القوى الحية للمغرب – حضورٌ مطلوب على كل الأصعدة
تشمل هذه القوى النخب الدينية، والاقتصادية، والعلمية، والثقافية، والفكرية، وكل من يسهم في خدمة الوطن.
يجب أن تكون هذه الفئات قدوةً في الالتزام والإنتاج، وأن تضع مصلحة المغرب فوق كل شيء.
فكل مغربي مخلص وصادق هو شريكٌ في بناء مغربٍ عادلٍ ومتقدّم، يُجسّد تلاحم الدولة والمجتمع.
الخطاب الملكي… هدوءٌ يحمل القوة، وله ما بعده حتماً
الخطاب الملكي جاء هادئًا في نبرته، لكنه حاسمٌ في مضمونه، يحمل رسائل قوية وعميقة، وسيتابعه الجميع لأنه يُؤسّس لمرحلةٍ جديدة من العمل والمساءلة.
إنه استجابةٌ هادئة لمطالبٍ مشروعة، وتأكيدٌ على أن لا مكان بعد اليوم للكسالى أو الفاسدين أو الانتهازيين الذين يستغلّون المناصب أو الدعم للإضرار بالوطن والمواطن.
ومقابل هذا التوافق مع المطالب المشروعة والانسجام بين الرؤية الملكية والتطلعات الشعبية، حرص جلالة الملك على التأكيد على المرجعية الدستورية التي توضّح مسؤولية الجميع كما تمت الإشارة إليها.
وهي رسالةٌ واضحةٌ وحازمة، تدعو كل جهة إلى القيام بدورها وتحمل مسؤولياتها، في إطار التدافع الإيجابي والتميّز في الأداء والمبادرات.
لقد شدّد الخطاب على أن الوقت قد حان لتمايز الصفوف: من يعمل لصالح المغرب الصاعد ويفيد جميع المواطنين والمناطق، ومن يقف في الصف المعاكس.
ولا حياد بعد اليوم؛ فكل شخصٍ مطالبٌ بتحديد موقعه بوضوح.
الخطاب الملكي يؤسّس لمرحلةٍ جديدة من المساءلة، والجدية، والالتزام بالقسم الوطني، والعمل الصادق في خدمة الوطن.
فالمغرب الذي نريده هو مغربُ العمل الجاد، والعدل، والتوازن؛ مغربٌ لا يترك أحدًا خلفه، ويمنح كل مسؤولٍ فرصةً لخدمة الوطن بإخلاصٍ ونزاهةٍ وولاء.
فهل من مستجيب؟
إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ.. صدق الله العظيم.
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية